الأربعاء، ٣٠ مايو ٢٠٠٧

الحرية

تعتبر الحرية هى الضحية الأولى والمنبوذ الأول دائما عند السلطان المستبدة وذلك لأن الحرية نقيض الطاعة أنها السيادة الذاتية وعدم الخضوع لمشئة الغير وخصوصًا إذا كان جائرة كما أن الحرية هى التحرر ورفض كافة القيود التى تكبل الذات وتقمعها وتخضعها لشروط الآخرين التى تريد تحويلها إلى بهيمة أو مخلوق آلى والحرية أيضًا هى التى تدفع بالإنسان إلى أن يقرر بنفسه مصيره ويحدد أهدافه ويسعى لتحقيقها وكذلك يعرف واجباته والتى غير مملاة من قوى تسلط به لأن الحرية تختفى أو تتلاشى عن الخضوع لمشيئة الغير، وأنا لن أكون حرًا عندما استبعد ويفرض على عمل مالا أحب لو يعترضنى الآخرون ويحولوا دون تحقيق أهدافى وما الاضطهاد إلا قيام الآخر بشكل أو بآخر لاحباط رغباتى، كما أن الاستقلالية هى عدم التدخل فى شئونى الخاصة، وتعتبر الحرية هى الهدف الأول للناس جميعًا ولذلك يجب ألا يستمتع بها البعض على حساب البعض الآخر أى أن يقوم أشخاص أو فئة بالاستحواذ عليها من خلال القوة والنفوذ والسلطة فيمارسون التجبر والتسلط والقمع والقهر والتجويع والنهب والسلب وكافة الأفعال الغير شرعية وذلك بالاعتداء على حريات الآخرين.
كما أن المفهوم الكامل لكلمة حرية مشتق من رغبة الفرد فى أن يكون سيد نفسه وليس أداة يتحكم فيها الغير ويفعل بها ما يشاء أى أن الفرد يكون فاعلا وليس من يقع عليه الفعل وأن يقرر بنفسه ما يرغب القيام به متحررًا من أى اكراه أو خضوع وذلك لأن التحرر هو تخليص المواطن من العبودية ويقول بوك: "إن السلطة إذا اعتدت على الحرية الفردية يجب الثورة عليها والمقاومة وذلك لغرض الشرعية" ومن هنا يجب على الحكومات ألا تستغل السلطات التى وضعت تحت أيديها لقمع وقهر الشعوب لأجل ترسيخ وضع سياسى هزلى مريض، وأخيرًا نقول إنه يجب أن يكون هناك حرية رأى واجتماع ونقد وتظاهر وتشكيل جمعيات وأحزاب واصدار صحف ومنع التعرض لأى من هذه الأنشطة وأن تكون الدولة مصدر للحريات وليس قمعها أو منعها وأن يكون القانون جامى للحريات ومبدعها وليس مجدًا لها أو عقبة فى طريقها وأن تكون هناك حرية خلاف ونقد ولا يوجد أحد فوق النقد والمحاسبة لأنه لا يوجد على الأرض أنبياء أو آلهة منزهون عن الخطأ، هذه هى الحية والتى عندما نطالب بها تتهمنا الأنظمة الفاسدة المستبدة بالخروج عن الطوع والشذوذ عن بقية القطيع الذليلة.

ليست هناك تعليقات: