الأربعاء، ٣٠ مايو ٢٠٠٧

الشرعية واللا شرعية

هناك فرق شاسع بين الصعود للسلطه بالطريقه الشرعيه وبين الاستيلاء عليها .
وهناك أيضا فرق شاسع بين من يعرف أن القانون عباره عن قواعد تلزم الحكام والمحكومين بمضمونها وما الأفراد إلا أشخاص يباشرون اختصاصات خصهم بها هذا القانون أي أنهم ليسوا أصحاب سلطات وبين من يضع القانون تحت حذاؤه ويحكم بهواه ومزاجه الشخصي زاعما أنه فوق القانون .
ان الحكومه والحزب الوطني لم يستطيعا بعد أن يتخلصا من روح الإحتكار السياسي فما زالت هذه النخبه تسعي جاهده لاستمرارية دوام السلطه والسلطان واستعباد واستبعاد كل القوي السياسيه الأخري .
أليس الحزب الوطني هو حزب حكومي ممتد منذ الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي فحزب مصر الفتاه ثم الحزب الوطني ؟ اليس هو رجل الحكومه الوحيد والذي لاصلة له بالحزبيه وإنما دوما يتعلق بأزيال الحكم ويسعي لأن تكون الكعكة له وحده .
إنها إحدي الصور الاستبدادية والهزليه من صور الانفراد بالسلطه وقمع الديومقراطيه . إنها أساليب حكم شاذه لاتروج إلا لفكرة الطاعه العمياء التي هي نقسض الحريه وتجعل من الأحزاب أن تظل دائما أحزاب معارضه فقط وياليتها حتي معارضه بالشكل الفعلي والمحترم فالسلطه عندنا لاتعتبر المعارضه جزء من النظام وإنما خارجة عنه . إن الرئيس عندنا واحد أبدي دائما لا يتغير إلا بالموت ومن يأتي بعده لابد أن ياتي من درجه أي وصيه ميراثيه من خزينة سلطانه وأيضا فالحزب واحد والإتجاه واحد وليس أمام الأحزاب الخري خيار إلا أن تكون مجرد نوادي سياسيه بعيده تماما عن أي عمل تعبوي هدفه الجماهير .
إن الديموقراطيه بعيده تمامكا عما نتداوله لأن الديموقراطيه لاترضي إلا بمجتمع الحوار وإستقلالية الإنسان وتداول السلطه وأنه لايوجد شخص مقدس قالكل قابل للنقض والمناقشه والمحاسبه والتغيير . كما أن الديموقاطيه الحقيقيه لاتقوم إلا علي المشاركه الواسعه للجماهير وان تأخذ كافة السلطات موقف الحياد وليس الانحياذ لشق علي حساب الأخرين . كما أن كل فرد من حقه أن يصل لأعلي الدرجات في الدوله دون النظر إلي انه لابد أن ينتمي للحزب الحاكم فالارتقاء يجب أن يكون بالعلم والخبره والإبداع والموهبه وليس إمتيازات تخص فئه دون الأخرين . إن حكوماتنا الفاسده المستبده لاتروج إلا لفكرة الطاعه لولي الأمر ومن أمن بالحزب الحاكم فالجنة مئواه وويل للمارق إنه الخارج عن القانون .
إنهم يريدون أن نكون نعاج تساق إلي مايريدون دون إعتراض إن الحاكم عندنا يأمر وليس يحكم والديوقراطيه عندهم هي ديوقراطية مصالح فئه وليس شعب . إن العقل السليم لايقبل إلا أن يتنفس أفكارا عظيمه تحثه علي النهوض والرقي والابتكار إبداع المواقف المحترمه من هنا يولد عالم متحضر جديد وليس إنتاج أو إستمرار ماهو منتج وما الرقي إلا التقاء إرادات بشريه عملت في مناخ مشبع من الحريه والاستقلاليه والدعم والتشجيع . وأما عندنا فنحن نكره التقدم والرقي والوعي بكل صوره لأن كل ذلك يؤدي إلي خلق واقع متحضر يتناقض مع أهذاف النظم الإستبداديه التي تعرف أنها لاتحيا وتستمر إلا في الظلام . ولتنظر معي ياسيدي فعندنا أجهزة قمع لاحصر لها منها المحاكم العسكريه ومحاكم أمن الدوله وجهاز الأمن السياسي وجهاز الإستخبارات الخاص والأخر العام وجهاز أمن الدوله والأمن المركزي وغيرها الكثير وجميعها أنشئت لقمع غالشعب وهي تتقصي حتي كاتب الشعار علي الجدار لتحاكمه ومن خلالها يتم الإعتقال والإعدام بإسم الشعب والوطن .وهناك فرق بين السلطه والقوه فالسلطه علاقه متبادله ومنظمه بين الشعب والنظام من خلال عقد إجتماعي وأما القوه فهي أداه قهريه متمركزه في يد جماعه أو فئه لدفع البشر للخضوع والطاعة لها وذلك بأساليب فهريه كثيره .
إن كل مثقف أو سياسي محترم يشعر بالغربة هنا لأن الواقع فاسد والمناخ مشبع بالإستبداد والطغيان واستفحال روح الأنانية والجهل والحاله الديكتاتوريه السائده بكل قيمها وأساليبها المنحطه .
إن سلطاتنا أول ماتعادي تعادي كافة مفاهيم حقوق الإنسان وذلك لأنها تتعارض مع مصالحها وقد امتد العداء للغرب لأنه المنتج والمروج لهذه الحقوق واتهامه بأنه لايفعل ذلك إلا لمصلحة وغاية استعماريه وذلك لتبرير العداء ونشره في الأوساط الثقافية والسياسية والشعبية لكي يهمش بل وغرس العملاء في هذه المنظمات والذين يتم تلميعهم وإظهارهم علي انهم أبطال سياسيون فينخدع الغرب فيهم وتضيع محاولات الاصلاح هباء منثورا . إنهم يعادون الغرب ويروجون لذلك ولو نظروا حولهم لوجدوا أن كل ماهم فيه وعليه من حضاره ماهو إلا منتج غربي بل حتي النظريات والمذاهب صناعه غربيه . اليس الديموقراطيه ولجمهورية والليبراليه والحريه والقوميه والمنطق والديالكتيك والعلمانيه والواقعيه والرمزيه والعلوم البحتيه وغيرها من صناعه وتقنيه ووسائل مواصلات وغيرها وغيرها هي منتج غربي
ويقول الجبرتي :
" إنه قبل إحتكاكنا بالغرب كانت مدارسنا مقتصره علي الكتاتيب والتعليم الديني واداة الحرب هي السيف ولا توجد جريده ولا أي أداة حضاره وباحتكاكنا بالغرب إنتقلنا إلي هذه الحياه "
إنها الاذدواجيه والبلبلة الفكريه والنفسيه والسلوكيات المتناقضه فالعالم من حولنا يتطور ويتغير للأفضل ونحن غارقون في مستنقعات الجهل والتزمت والتخلف ونريد الإنغلاق والعوده لعصور الجاهليه وبهذا سنعيش مهملين بينما كافة الإنسانيه المتحضره منطلقه إلي افاق المستقبل الجميل . إن الوعي هو الوحيد الفادر علي التحدي والتصدي والصمود والإستمراريه وتغيير الحال للأفضل وهذا الوعي لايكون إلا من خلال نضال للشرفاء والمثقفين لغرس القيم الجاده والمحترمه العظيمه في النفوس لتعي وتعرف كل مايدور حولها وتفهم حقيقة نفسها والأخرين ومن هنا تسعي المطالبه بالحقوق والتنديد بالظلم الواقع علي الفرد والمجتمع ومن هنا يتغير الحال من حياة العبوديه وتأليه السلطه والسلطان إلي الثفقه في النفس وفرض روح الحريه والاخاء والمساواه بين الجميع .
إن حالة الفقر الشديد وغياب الحرية بكل انواعها وهذا المناخ السياسي والاقتصادي والثقافي الفاسد نقاط هامه لنجاح أي عمل نضالي والكلمه الصادقه والبسيطه المعبره عن الواقع المعاش دوما تحسم الأمور لصالحها والمجتمع عندنا يعج لأصحاب الضمائر الحيه ومنه لديه إحساس بالمسئوليه الوطنيه وبدورنا نقول لهم أين أنتم مما يحدث اننا نريد منكم الكثير لأن كل المسئوليه تقع علي عاتقهم والحقوق لاتمنح ولكن تنتزع .
الأنظمه الشموليه :
هي نظام حكم فيه السياده المطلقه للحاكم الكاريزمي وحده حكرا له وبالتالي لايكون هناك أي فصل للسلطات لأن السلطه كلها متجمعه في يد واحده هي الآمر والناهيه والطاعه واجبه علي الجميع ولو بالاكراه وهنا يخفت أو يتلاشي صوت المعارضه وتصبح كل الامره واحديه فالحاكم أبدي واحد والحزب الحاكم واحد وتحت زعامة ذلك الديكتاتور ويدين أعضاؤه جميعا بالولاء التام والطاعه المطلقه والاخلاص الشديد لقيادة الحزب .
وأما الأيديولوجيه هنا فهي مجموعة قيم وشعارات تمجد الحاكم وحاشيته ولا تخدم إلا مصالحهم . وبما أن هذا الحزب غير ديموقراطي وقمعي وتسلطي فإنه يفرض سلطانه بالإرهاب من خلال البوليس وامن الدوله والمخابرات والخلايا العميله المزروعه بداخل كل حزب وكل نقابه ونادي ثقافي أو سياسي وتحول هذه الخلايا علي عدم خلق رأي عام معارض لنظام الحكم وكشف كل المخططات قبل وقوعها أول بأول ولا تكتفي هيمنة هذا النظام علي تالجانب السياسي فقط وإنما تمتد سطوته علي الإقتصاد والثقافه والمجتمع وفي هذا المناخ المشبع بالقهر والقمع لاينمو إلا كل ماهو طفيلي ووصولي والذي يحارب كل صوت حر محاولا تهميشه حتي لايكون له دور فعال وإيجابي في توعية الجتمع تقتصر كل الامتيازات والقيادات علي ذيول وأتباع ومنافقي هذه الأنظمه .
الأنظمه الفاشيه:
لفظ فاشي مصطلح سياسي نشأ في إيطاليامع حزب موسوليني الذي حكم البلاد 1943:1921م والفاشيه هي نظام مناهض للديموقراطيه قد شاع إستعمال هذا المصطلح حيث وصفت به الكثير من الأنظمه السياسيه المستبده.
والفاشيه مظاهر أهمها أن نظام الدوله يصل إلي مرتبة التقديس وتقتصر السياده فيه علي الصفوه التي ترتفع فوق الصالح العام وهذه الفاشيه تجاهر بمعاداتها للديموقراطيه وترفض مبدأ الاقتراع العام بدعوي أن هذا الحق يمنح فقط لأعضاء النقابات وأعضاء الحزب الفاشي وحتي النقابيون لايمتثلون لهذه العضويه إلا بعد موافقة الحزب الفاشي الحاكم وبهذا تكسب الدوله كل أصوات النقابات . وفي هذا النظام الفاشي تكون السلطه مطلقه في يد الحزب الذي يتدخل في كل شئ أي أن كافة الأمور راجعه إلي يد الدوله ولا يوجد شئ خارج هذا الإطار الفاشي .
والحريه الفرديه في الدوله الفاشيه لاوجود لها علي الإطلاق وإن كان هناك بعض الحريات الفرديه فما هي إلا منحه من الدوله وذلك لخدمتهاغ وليس مواجهتها .
النازيه:
تنسب إلي الزعيم الألماني أدولف هتلر مؤسس الحزب النازي الذي فيه الكثير من خصائص التوجه الشمولي
مع إستئثار الحاكم بسلطان مطلق بدعوي تفرده في القرارارات وتفوقه علي الجميع بما فيهم الصفوه الحاكمه .
وللنازيه خصائص أربعه هي :
1- الفرد لاينظر إليه علي أنه فرد بل عضو في المجتمع وهو بهذا لاتوجد له حريته ولا يمتلك حقوقا وإنما مسخر لتحقيق مصالح الجماعة وحدها أي ليس له لاسلطات ولا مصالح خاصه.
2- الدوله تتدخل في كافة الأنشطه الفرديه وكل غايه لا يكون الهدف منها مصلحة المجتمع تقمع .
3- القائد يستمد سلطانه من ذاته ولا تفرض عليه أي سلطه مفوضه من قبل الشعب وما هو عليه فإنه قد وصل إليه بنبوغه ومواهبه وتفرده الشخصي.
4- القائد فوق القانون ويحق له إلغاؤه أو تعديله حسب مايري وقراراته وأوامره لاتحتمل المراجعه أو النقل ولا يمكن الطعن فيها حتي أمام القضاء .
النسق العقيدي
العقيده هي الأيديولوجيه أو مجموعة المفاهيم والمعايير التي تحكم سلوكيات وأحكام ومواقف شخص أو مذهب او سلطه فعند صياغةأي قرار يقوم صانع القرار بإسقاط عقيدته الذاتيه عليه ومن هنا تحدد الأولويات والأهداف والمواقف.
والأيديولوجيه في اللغه تعني مجموعة مفاهيم عن الحياه والثقافه البشريه إنها نظريه وأهداف متكامله تشكل برنامج سياسي إجتماعي ومن هنا فالأيديولوجيه السياسيه للدوله تعني نسقها الفكري وفلسفتها في الحكم وهي التي تحدد نوع الممارسات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه أي كافة السياسات العامه تستمد شرعيتها منها .
الزعامه السياسيه
الزعيم السياسي هو الذي يلعب دورا في رسم وتوجيه شئون دولته علي الصعيدين الداخلي والخارجي سواء سلبا أو إيجابا وللزعامه أنماط ثلاث هي :-
1- الزعيم التسلطي : هو الذي يخطط وينفذ السياسات منفردا وهو القابض علي كافة مقاليد الحكم والرافض لأي تفويض للنواب أو حتي لمساعديه أو مستشاريه وذلك إما لتشككه في قدرتهم أو خشية إقصائه وهذا النمط من الزعامه يحتكر إصدار القرارات وغير مهتم بمطالب الجماهير يحرص علي البقاء في السلطة إلي أخر عمره منكرا تداول السلطه التي هي أهم مرتكزات الديموقراطيه.
2- الزعيم الديمومقراطي: وهو الذي يستمع إلي مستشاريه ويستنير بأرائهم محب للنصيحه قابل للنقد بصدر رحب يحتكم إلي أكثر الأراء إقناعا وعلما وصوابا مدرك لأهمية تعاون المؤسسات الرسميه وغير الرسميه في صنع القرار وتجده دوما يميل إلي الحلول التوفيقيه مستجيب لرغبات الجماهير محترم للرأي العام الذي جاء به إلي السلطه مؤمن تماما بحتمية تداول السلطه وشرعيتها .
3- الزعيم اللامبالي: وهو الذي يؤمن بشعار دع الأمور تجري كما تشاء مظهر سلبيه كبيره أزاء أعظم الأحداث مبتعد عن تحمل المسئوليه متردد في مواقف الحسم مما ينشر البلبله ويكون له مردود سلبي علي الدوله ككل .
وللزعامه السياسيه المؤثره مؤهلات هي :
أولا : القدره علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبحكمه تمكنه من حل القضايا الشائكه مع اتساع الأفق وشمولية الرؤيه وحسن إختيار الكفاءات المعاونه له .
ثانيا: إكتساب إحترام وتقدير الجماهير وهذا يحدث حين تهتم الزعامه بقضايا الجماهير وإيجاد الحلول المناسبه لمشاكلها.
ثالثا: أن تكون الزعامه مقنعه وقادره علي القياد بإخلاص وحب الوطن والمواطنه وهنا ستشعر الجماهير بصدقها وتؤازر قراراتها .
رابعا: بقدر ماتنجح الزعامه في مخاطبة الجماهير بلغه صادقه نابعه من القلب بقد ماستحوذت علي مشاعرهم .
وخلاصة القول إن الزعامه إذا صحت إرتقت بدولها إلي الأعلي وإذا فسدت دمرت دولها وألقت بها في الحضيض .
المستبد: هو الشخص الذي لايؤمن إلا برأيه معتقد أنه الرأي الوحيد الصحيح والذي يحاول أن يفرضه علي الجميع دون إعطائهم الحق في النقد أو الإعتراض وهذا الشخص يعتبر بأنه صاحب الأمر المطاع واحترام رأيه مرفوض وواجب الإنصياع له وهنا تكبت أي معارضه لأن انتقاد هذا المستبد جرما لايغتفر كما أنه لايري إلا مايمليه عليه عقله ومزاجه الشخصي ولا يسمع إلا صوته فقط فهو الكامل الذي لايخطئ والذي يجب الإمتثال لأوامره دون أدني مناقشه أي ليس لكم إلا ماأراه.
الطاغيه : هو شخص متكبر متجبر مغتصب حقوق يتحكم في إرادة الناس بإرادته وليس بإرادتهم وإن كان حاكم فهو يستهزئ برعيته ويحكم بهواه واضعا القانون تحت حذائه يفسد ويفسق ويجن ويقتل وينتهك حرمات دون مراعاة أدني حقوق للغير عرشه مقام علي برك من دماء رعيته . إنه السلطان الجائر الذي يغتصب الحكم بالمؤامرات والإغتيالات أو الحيره والمكر والدهاء والتأمر ويعرف أنه مكروه ومرفوض ومعتدي ومغتصب لحق الغير ولذلك تجده دوما يسعي لكم أفواه الناس وإراهابهم وفرض عليهم قبول حكمهمه بالاكراه وهو لايعترف لا بقانون ولا دستور إلا قانونه هو فإرادته هي القانون الأسمي وقوله هو القول الحق الواجب إطاعته وأن السماء أرسلته وحاشيته لإنقاذ الوطنن من المخربين والمتأمرين والعملاء .
كما أنه يسخر أموال الدوله لاشباع شهواته وإرضاء رغباته ولا يخضع لمسائله ولا حساب " لايسئل عما يفعل وهم يسئلون

ليست هناك تعليقات: