الأربعاء، ٣٠ مايو ٢٠٠٧

دراسة حول الأوضاع الراهنة
بقلم /محمد عبيد
هذه دراسة متواضعة ولكنها تسلط الضوء على بعض ما حدث في هذه الفترة الحالكة من تاريخ مصر منذ الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور مرورا بإحداث اعتصام القضاة وسحلهم في الشارع لأنهم كشفوا ما حدث من تزييف وتزوير واعتقال النشطاء المناضلين المتضامنين معهم من الأحزاب وحركة كفايةأولاً : يوم الاستفتاء على التعديل الجائر والمخزي من قبل ترزية القوانين للمادة 76 من الدستور حينها قامت الداخلية وامن الدولة وغيرها من قوى الكبح والقمع والسحق والاضطهاد بالاعتداء على الصحفيين وهتك أعراض الصحفيات أمام شاشات العالم بل وحتى المارة لم ينجوا من الاعتداءات عليهم وتكررت حوادث الاعتداء وكانت تتصاعد حيث أنه تم قتل ما يزيد عن 120 سوداني أولئك الهاربون من جحيم حروب أهلية أملاً في لجوء سياسي من قبل مكتب مفوضية الأمم المتحدة حينها فتكت بهم السلطة ولم ترحم لا صغير ولا كبير والمفاجأة كانت أن وزير الداخلية تم التجديد له مكافأة على أفعاله هذه بل وكافة الضباط الذين نفذوا هذه الأفعال تم تنصيبهم محافظين مثل محافظ أسيوط وغيرهم وما هذا إلا تأكيدا بأن رئيس الدولة والمحيطين به راضين كل الرضا عن هذه الممارسات المشينة ومشجعين لها 0 كما إن هذا يؤكد أن الدولة تستغل كل السلطة والأسلحة والرجال في التنكيل بكل من يعمل على كشف زيفها وخداعها وتسلطها واستبدادها وفي اللحظة التي يجب فيها أن تعمل هي عكس ذلك أي أن ترفع القيود عن الحريات وتدعمها في تغيير المناخ السياسي المتعفن السائد إلي مناخ أخر مشبع بالحرية 0إن النظام في حقيقة جوهرة يكره الإصلاحات الفعلية ولذلك فهو في الخفاء يعمل ضدها بكل ضراوة وفي العلن يظهر عكس ذلك وهذا لأنه يعرف أنه بدون هذه الامتيازات القمعية سيصبح في خبر كان فهو قد تعود على أن يمارسها طوال الخمسة وعشرون عاماً الماضية 0إن هذا النظام لا يريد سوى شكليات يتفاخر بها أمام العالم ويبقى الباطن كما هو استبدادي ومتعفن ومذري وحقير ؛ وأنظر إلى المسرحية الهزلية لانتخابات رئاسة الجمهورية فأي انتخابات هي هذه وقائد القوات المسلحة يعلن قبل فترة الانتخابات أنه مع مبارك قلباً وقالباً وكذلك الداخلية وكافة المؤسسات التي يجب أن تأخذ موقفاً محايداً أصبحت جميعها في شق مبارك بل وحتى الإعلام الحكومي ومن يتبنى أي وجهة نظر أخرى يعتبر مارقاً وخائناً ويوضع في شق الأعداء 0وبهذا الوضع تمت الانتخابات ولم يذهب لصناديق الاقتراع سوى سبعة مليون فرد ومثل الانتخابات السابقة كانت النتيجة معروفة سلفاً وفاز الرئيس بحكم البلاد لفترة رئاسية خامسة وهو في الثمانين من عمره ومن يدري قد يطيل الله في عمره فيحكم ويحكم وهاهم يفصلون تعديل جديد للدستور يتيح للرئيس أن يحكم لفترتين رئاسيتين كل فترة مدتها سبع سنوات أي لمدة أربعة عشر عاماً أي ما يعادل ثلاث فترات ونصف مثلاً للرئاسة الأمريكية هل هذا هو العدل وربما لطول الفترة يكبر أبن أبن الرئيس والذي يسمى في النكتة المتبادلة هيثم ويتم تعديل جديد يتناسب مع الحفيد مثلما حدث في سوريا مع بشار الأسد فيصبح الحفيد رئيسا وهلم جرا أنها المهازل اللاإخلاقية وأن لم تستح فأفعل ما شئت أنهم يكرهون الديمقراطية ويناصبون داعميها العداء وأن كان ذلك يتم في الخفاء والأمر واضح وضوح الشمس ولننظر معا ماذا حدث في الانتخابات البرلمانية التي تلت ذلك أنهم أسقطوا كل الليبراليين النشطين أي كل الأصوات التي تنادي بالديمقراطية فقد تم إبعاد رؤساء الأحزاب عامة وكذلك كافة الأصوات الاخري الفاعلة والتي تنادي بالإصلاح السياسي وتطبيق الديمقراطية أنهم يروا في هؤلاء بل وكل الليبراليين الحقيقيين بأنهم عملاء للغرب وأمريكا وإقصائهم عمل وطني شريف كما أنهم أفسحوا الطريق لدخول عدد لا بأس له من النواب اللذين ينتمون إلي حركة الأخوان المسلمين وفي ذلك رسالة واضحة للغرب أنهم يقولوا أن البديل إذا تم إسقاطنا هو إسلامي ومن هنا راحوا يشعلون النيران الطائفية والدينية وذلك ليتم معاداة الغرب وأمريكا وأن يري فيهم المسلم بأنهم أعداء الإسلام وأن إصلاحاتهم السياسية ما هي إلا خدعة استعمارية جديدة وتعالي معي ننظر إلي الواقع أثناء فترة الإرهاب التي تم فيها اغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق وكذلك الاعتداء علي وزير الأعلام حينها وعلي نجيب محفوظ وغيرهم في هذه الفترة ثم قمع المد الديني تماما وكانت اللحية أو الحجاب تعرض صاحبهما للخطر الشديد مثل الاعتقال وغيره وأما الآن فالدولة هي التي تدعم وتفعل الجانب الديني فأصبح في كل المصالح الحكومية مصلي وكادت كل النساء المسلمات أن يرتدين جميعهن الحجاب أي تم تقسيم المجتمع النسوي تماما فأصبحت المرآة المسلمة معروفة بحجابها والمسيحية بشعرها وأنظر ماذا حدث لوزير الثقافة عندما تكلم وقال أن شعر المرآة يزيدها جمالا فتصبح كالوردة والله لولا خشية النظام من أن يقال أنه يدعم الإرهاب لتركوا الوزير فريسة للإخوان 0أن النظام الحاكم يريد أن يظهر الأخوان علي أنهم القوة القادرة علي السيطرة لو أطلق لها العنان ونظرا لتغلغله داخلها وداخل كل كيان سياسي أو ثقافي أو حتى اجتماعي أصبح لا يخشاها ولا يخاف غيرها لان أي أمر أثناء ميلاده يعرفه ويلم يكل تفاصيله أي قبل أن يتبلور وأحد يتبناه فيروح يجهده قبل أن يولد أو يشتد له ساعد ؛ وإما الأحزاب الليبرالية فأصبح فعلا ليس لها وجود في الشارع المصري أو أن الشارع أبعد عنها فالواقع المقروء يقول أن السلطة بكل مؤسساتها هي التي تقف حاجزا إمام تواجد أي قوي منافسة لها في الشارع لاستقطاب الرأي العام إلا طبعا الأخوان وهذا لهدف استراتيجي كما أوضحنا لأنه لماذا لم يحدث هذا التفعيل الحاصل والتواجد للإخوان خلال سنوات حكم مبارك الماضية أي قبل فكرة الإصلاحات الديمقراطية للشرق الأوسط ؟ كما أن نجاح أعضاء البرلمان الاخوانيين يعتبر حالة خاصة وتمت في مرحلتين فقط من الانتخابات البرلمانية فقد سمح لعدد محدود بحيث لا يصل إلي الثلث أي أن يحصل الحزب الوطني كالعادة علي الثلثين بأي شكل الم تروا كيف أن الحزب الوطني ضم الكثير من الأعضاء اللذين تم انتخابهم علي أنهم مستقلين لكي يصل إلي نسبة الثلثين مع أن ذلك يعتبر خداع وتزييف لإرادة الناخب الذي رفض مرشح الحزب الوطني وانجح المستقل أن ضم هؤلاء يعتبر تزييف للإرادة الشعبية ولكن أين هو من يحترم الشعب وأرادته أن الحزب الوطني بكل إعلامه وشرطته وأمن دولته وتزييفه لم يحصل إلا علي 30 % فقط من عدد النواب الناجحين واللذين لو لم ينضم لهم المستقلين ما كان لهم أي أثر قوي حتى معارض 0أن هذا السماح للإخوان كان مخطط له وبحرص شديد بحيث لا يصل إلي الثلث حتى يحصل للحزب الوطني علي الثلثين وذلك لتمرير كل ما يريد تمريره من قوانين وقرارات وإنما يظهر علي أنه إفساح ديمقراطي وهو رسالة للغرب تقول ماذا يحدث لو تركنا الأمور تسير سيرا ديمقراطيا ؟ كما أن السلطة عملت علي عدم إسقاط رموزها المطلوبة في المرحلة القادمة من أعضاء الحزب الوطني وهناك رموز حان التخلص منها فتركت للوضع الطبيعي للانتخابات 0من ناحية أخري فقد تجمعت القوي الوطنية المعارضة متمثلة في رموزها الفعالة في حركة شعبية تعتبر هي الأولي من نوعها منذ خمسين عاما وأطلقت علي نفسها اسم " كفاية " أي يكفي لهذا الاستبداد والطغيان والظلم والسحق والقهر والسرقات والتجويع والاعتقال والطوارئ واستمرارية حالة حكم هزلية وكفي هذه موجهة تحديدا لرئيس الجمهورية الذي مثل سالفية ما زال يتربع علي كرسي الحكم ولن يتركه إلا بموته أو التنازل عنه لابنه وتعالي هنا معي لننظر إلي التعديلات الدستورية المزعم القيام بها أنها سيناريوهات جميعهم لا يخدم إلا هدفا واحدا هو ترسيخ ذلك الحال الاستبدادي المشين وإبعاد البلاد عن أي إصلاح ديمقراطي حقيقي 0وأما عن الأقباط فأنهم يتطلعون إلي المزيد من الإنجازات الخاصة والعامة لأنهم ما زالوا مهمشين سياسيا إلا من تلك العطايا الحكومية بتعيين البعض في بعض المناصب الخدماتيه وإظهار الدولة علي أنها الحامية والراعية لمصالحهم وأنه لولاها لكانوا فريسة سهلة للإخوان ومن جانب أخر تريد إبعادهم عن الغرب وأمريكا وأقباط المهجر اللذين يطالبون بالإصلاح السياسي وبمطالبهم الخاصة وكانت حركة الأقباط هذه شديدة علي شخص الرئيس وبالذات في أمريكا فقد احتضنت السياسية الأمريكية تلك الحركة وأفسحت لها المجال لكي تقول كل في نفسها ولوحت هنا بحماية هذه الأقليات في مصر نقطة أخري هامة هي أن رئاسة الجمهورية تمر بمأزق اقتصادي شديد فضلا عن ذلك حالة الفساد المرافقة لهذه الأوضاع والملاحظ في فترة انتخابات الرئاسة الأخيرة أن شخص الرئيس قد تعرض للنقد والهجوم الشديد وهو الذي كان مجرد ذكر أسمه من وقت قريب بأنه أحد المحرمات التي يجب عدم الاقتراب منها وأن التعرض لأسباب الفشل الاقتصادي أو السياسي أو غيره من النقد يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون إذا أرجع ذلك لشخص الرئيس وذلك لأنه المنزه عن كل عمل مشين والشخص الكامل الذي لا يخطئ وانه فوق النقد وفوق الجميع ولا يجب محاسبته لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون بل وقد كان من المستحيل أن يتجرأ أي مواطن مصري وينتقد أي إجراء حكومي أحمق ويشير ولو من بعيد إلي أن وراء ذلك السلطة أو شخص الرئيس أن هذا الحال قد تغير وتبدل وأصبح ينظر لأي فشل حكومي أو فساد علي أنه خلل سياسي لسلطة شاخت ولا تعالج العجز والفشل إلا بفشل أكبر منه وصارت رائحة استبداد السلطة وطغيانها تغطي كل أرجاء العالم بل ووصلت هذه الرائحة العفنة إلي أنوف الشرق والغرب وخرجت المظاهرات في كل مكان في العالم تقول أن مبارك مستبد وطاغ 0وذلك حين سحل القضاة في الشارع واعتقل المتضامنين منهم وكان الدافع لسحل القضاة أنهم كشفوا وجه السلطة البشع والحقيقي للعالم وهنا بحث الغرب وأمريكا عن بديل لهذا الحزب المستأسد والمتسيد والمستبد أكراها ووجدوا في الغد ضالتهم فهو حزب ليبرالي ويضم ما يقرب من الثلث مسيحيين وهذا يحدث لأول مرة بأن يشارك المسيحيين في حزب سياسي بهذا الكم أن الغرب رأي في الغد الصورة المتقدمة والتي تعبر بصدق عن مستقبل الليبرالية في مصر وبديل جيد للنظام الحالي وبدأت السلطة تتوجس من هذا الوليد الجديد الذي ينافسها ويكاد يستلب منها السلطان وبدأوا يخططون كيف يطيحوا بهذا الحزب وكيف يبعدوا الغرب عنه وأول ما فعلوا هو إبعاد مني مكرم عبيد عن الحزب فقد كانت رمز مسيحي من الممكن أن يستقطب ويجر الكثيرين من المسيحيين للانضمام للحزب وبالتالي يحصل هذا الحزب علي الدعم الكامل من قبل الغرب وأمريكا ولا تستطيع السلطة هنا عمل أي شئ سوي عجزها و عض أناملها غيظا علي ما يحدث وبالتالي سيسحب البساط من تحت قدميها وهنا تحركت السلطة في عدة اتجاهات أولها كما ذكرنا كان إبعاد الدكتورة مني مكرم عبيد عن الحزب وثانيها توريط الدكتور أيمن نور في قضية تلفيقية إلا وهي قضية التزييف والتي حكم عليه فيها بالسجن لمدة خمس سنوات وتم رفض قبول الطعن في الحكم وتأييده وذلك لكي يتم القضاء نهائيا علي مستقبله السياسي حتى أيضا بعد خروجه من السجن 0ولم ينتبه نور لمن حوله ومن هم أعدائه فقد كانوا يعيشون معه ويظهرون كل الإخلاص وهم في ذات اللحظة يضمرون له كل الحقد والفتك به وفعلا جاءته الطعنة من صميم الداخل من حيث لا يتوقع وقد وتم تجنيد الكثير من أعضاء الحزب وتصعيدهم ليكون لهم الدور القيادي وبالتالي توجيه الحزب وكافة أموره السياسية حسب ما تريد السلطة سواء في لجان الحزب العليا وغيرها من المواقع الهامة وأيضا في الجريدة الرسمية للحزب ومنهم من تم اعتقاله للتلميع وإظهارة علي انه المناضل والمدافع عن الحزب بروحه ودمه وما انشقاق موسي وحميده ومدير تحرير الجريدة الأسبق عبد النبي علي الغرب إلا القليل فما زالت السلطة متغلغلة في صميم الحزب وجريدته وتعمل بكل جهد لأبعاد هذا الحزب الليبرالي عن ليبراليته وعن أن يدعمه الغرب ويقف بجواره وقد تم أيضا زرع الكثير من المناضلين اللذين يتهجمون علي الغرب في الحزب ومظاهراته دون أي سبب دون أي سبب وكذلك يقذفون شخص الرئيس بأوقح السباب حتى يقال إن هذا الحزب همجي وبربري ويفهم هو غيره الحرية خطأ ولا يستحقوا إلا السحل والاعتقال وتقليم أظافر النضال وقص اللسان الناطق بالحق وقد تم لهم ذلك وأنظر إلي الحال السياسي الآن فالمظاهرات تحولت إلي مجرد وقفات احتجاجية فقط ويكون احتجاجها علي ما يحدث خارج الدولة فقط مثل الاعتداء علي الفلسطينيين أو العراقيين أو اللبنانيين وأما التظاهر علي ما يحدث في الداخل من استبداد وقمع وسحق وسرقات وكافة المساوئ السياسية فلا وألف لا وأصبحت السلطة متغلغلة في كافة الأحزاب وفي حركة كفاية وفي الأخوان وقبل أن يحدث أي حدث أي أثناء ميلاد الفكرة عند صاحبها كما قلنا يصل الأمر إلي من يهمه الأمر سواء في أمن الدولة أو غيره وأصبح أيضا عملاء السلطة مروجين إشاعات داخل هذه الأنشطة السياسية أنهم يقوموا بتلميع العميل علي أنه المواطن الحر والذي يخاف علي مصلحة الحزب والوطن وبتشويه المناضل الشريف الذي لا تستطيع الدولة شراء ضميره وتحول المناضلون إلي جالسي مقاهي وتفرغوا للهو واستمتاع الرجال والنساء بعضهم البعض وخمدت نيران الحماس والنضال ولا نعلم أن كانت ستشتعل مرة أخري أم لا كما أنهم يحاولون بكل الطرق ضرب الديمقراطية يسعى في لبنان فهناك تجمع اتحادي لكل السلطات المستبدة المعادية للديمقراطية تسعي من خلال مخابراته المتحدة لضرب كل ما هو ديمقراطي هنا وهناك وأن أظهروا أنهم داعمون للديمقراطية شكلا فأن باطن أعمالهم عكس ذلك تماما 0 أن السلطة الآن تعمل في الخفاء كل ما تريد أي علي غير المتبع في السنوات الماضية مما خلق موقفا متأزما وواقعا شديد الحساسية فلا الدولة أصبحت قادرة علي الاعتقال الطويل لكل الرموز المناضلة والمطالبة بالديمقراطية ولا قادرة علي تصفيتهم حسب ما كان متبع ولا هي قادرة علي السماح لهم بالتعبير عن أرائهم وإرادتهم وتنفيذ مطالبهم وتحويل نسق النظام إلي ديمقراطي حقيقي لان هذا سوف يزعزع من سيطرتها واستمراريتها واستمرار الهيمنة بالشكل المستبد وفرض القبول بالإكراه كما كان متبع فهذا ما كان أسلوبها 0أن هناك مجموعة أشخاص تعمل في الخفاء هم اللذين يحكمون ويوجهون البلاد نحو ما يريدون وهم اللذين صنعوا بئرا عميقا لكل المعارضين والقوهم فيها حتى ينفردوا بالحكم ولا يجد الغرب وأمريكا عنهم بديلا هذه هي الخطة الذكية التي رأوا أنها من الممكن أن توصلهم إلي بر الأمان وتبقيهم في الحكم لعدة أعوام قادمة وعصا موسي السحرية الآن هي الأخوان أنهم بدأوا وما زالوا مستمرين في تنفيذ مشاريعهم الخبيثة والاستبدادية فقد بدأت خطة البقاء بتعديل المادة ( 76 ) من الدستور المصري ثم الانتخابات الرئاسية والشبيهة بالاستفتاء مع أن كل ما يحدث ما هو إلا فرقعات إعلامية تقول بأن هناك تغيير وإصلاح دستوري وأيضا بجس نبض الغرب لمعرفة ما إذا كان من الممكن ترشيح ابن الرئيس بعد الرئيس من خلال إجراء بعض التعديلات الهزيلة والمنحازة لهم وبهذا التعديل سيفوز بالانتخابات ولمدة أربعة عشر عاما حسبما يريدون للتعديل الدستوري أن يكون أنهم يقولون ها أنتم تريدون فترتين رئاسيتين وسيكون لكم ذلك أي كل فترة فترتين حكم مدمجتين وبالتالي يحكم الرئيس أربع فترات في فترتين ويجري الترتيب أثناء ذلك إلي ماذا يكون بعد انقضاء تلك الفترة 0أنهم أجهزوا علي حزب الغد ولم يبقي فيه الآن إلا غربانهم تنعق في أرجاء إطلاله وأصبح البديل للحزب الوطني ليس ليبرالي وإنما إسلامي أنهم يقولون للغرب ها هي الأحزاب الليبرالية أكذوبة هشة ليس لها أي أرضية علي الواقع 0فلننتبه أن أهم أهداف الفئة الحاكمة مستقبلا هي :أولا : القضاء نهائيا علي أي وجود ليبرالي بديل أو منافس حقيقي لهم ولا بد أن يكون البديل ديني بحت ولأجل ذلك بدأ النظام منذ فترة طويلة بتفعيل الشارع دينيا وجعل من جماعة الأخوان المسلمين طرحا سياسيا قويا وأظهر الشارع المصري علي أنه كاره أو خائفا من التدخل الأوروبي والأمريكي في الشئون الداخلية في مصر وأن ذلك ما هو آلا استعمار من نوع أخر وهذا يحقق لهم أهم عنصر من عناصر البقاء والذي ربما يتمخض عنه اتفاقات مشتركة مع الغرب وإعادة الثقة في النظام المصريثانيا : العمل بكل الإشكال والطرق علي فصل الأحزاب المعارضة عن بعضها البعض وخلق خلافات وانشقاقات في داخل كل حزب وذلك لأجل تفتيت صوته وصلابته وأيضا إبعاد الجميع عن حركة الأخوان وزرع بذور الشك والتفرقة وسوء النوايا بين كل حزب وأخر وذلك للسيطرة والهيمنة السلطوية وتطبيق المثل القائل فرق تسد وبهذا سوف تسيير الأمور كما تحب السلطة وتشتهي 0 ثالثا : التمهيد لانتخابات مستقبلية تأخذ في ظاهرها صورة أقرب للديمقراطية وفي ذات الوقت تخدم الإدارة السلطوية الحالية وتحقق لها أهدافها ومصالحها المطلوبة 0 رابعا : أن يقوم نظام الحكم بعمل كل ما يريده الغرب وأمريكا وإسرائيل دون أن يطلب منه ذلك وهو بهذا يحقق له أكبر قدر من المنافع والمكاسب مما سيدفع بأولئك في إعادة التفكير في النظام المصري والاعتماد عليه كقيادة تعتبر حامية للمصالح الغربية ومدافعه عنها0خامسا : التفاوض مع المسيحيين والتقرب منهم والعمل بكل جهد حتى يثقوا فيهم دفعهم للتعاون معهم وإظهار السلطة الحاكمة في صورة حامي حما الأقباط وأنهم لولاهم لحدث ما لم تحمد عقباه لهم 0سادسا : القضاء نهائيا علي حزب الغد خاصة كهدف مستقل لأنه ما زال المنافس الأول والبديل الليبرالي الوحيد لهم ثم إظهار باقي الأحزاب علي أنها مجرد مجموعات سياسية بعيدة تماما عن التنظيم الشعبي وما هم إلا فقهاء سياسة وبعض مثقفون يجلسون معا في قاعات الأحزاب للتنظير وتلاوة الأخبار والبيانات فيما بينهم وأنه لا يوجد حركة فعلية لها أرضية شعبية كبيرة سوي الأخوان والذي يجب إظهارهم علي أنهم الخطر الأكبر الذي يستفحل يوما بعد يوم لكي ينقض علي الديمقراطية والحريات في مصر بل ويتحالف مع كافة القوي الأصولية في الخارج ضد العدو الأول للإسلام إلا وهو الغرب وأمريكا 0سابعا : إذا أصر الغرب علي الديمقراطية وأحزاب فعلية فلا مانع من إنشاء حزب ليبرالي غير الغد تؤسسه السلطة علي هواها ويقوده بعض رجالها أي أن ينقسم الوطني إلي حزبين ويكون هنا فريقان يتواليان تولي الحكم و الاستحواذ علي السلطة ولا مانع هنا من أن ينقسم الشعب إلي مشجعين أقصد أعضاء مثل مشجعي الأهلي والزمالك وإما حزب الغد فهذا حزب طويل اللسان هاجم شخص الرئيس وعائلته وقال أنه يوجد علي الأرض آلهة وأنبياء أو أحد معصوم من الخطأ وأن حوادث السلب والنهب والطغيان ليست حوادث فردية بل أول من يسأل عنها هو الرئيس وباقي سدنته هذا أغضب السلطة جدا ومن هنا اتجهت السلطة إلي سجن رئيسه ذلك الشخص الكاريزمي الذي أظهر عقم الحاكم الحالي وعدم صلاحتيه سياسيا وأخلاقيا وأحبته الناس هو من كل قلبها وكم تمنته أن يكون رئيسا ولكن في زمن تسحق فيه الأمنيات ويسجن داعميها والمخلصين لها أن هذه السلطة ما زالت تنظر لحزب الغد بعين الريبة وتري أنه الوحيد القادر علي المنافسة ولذلك تسعي دوما إلي تقليم أظافره وخلع أنيابه ونتف ريش طموحه حتى يتحول مثل باقي الأحزاب إلي حزب أليف طيع مهادن قابل للركوع والسجود والتسبيح بحمد الحاكم المذل المانح المانع راضي بكل عيشة الذل والهوان السياسي والاقتصادي لذاته وللبلد غاض الطرف عما يحدث داخليا وخارجيا مثل باقي القطيع

ليست هناك تعليقات: