الأربعاء، ٣٠ مايو ٢٠٠٧

مقاطع
محمد عبيد



دعيني أغير بلقائك زماني
دعي حبك يغمر كياني
دعي مشاعرك تمحو ظلام وحدتي
ويعانق نور حنانك حناني
* * * * *
كلما اشتاق إليك
ولصوتك أجوع
استرجع ما كان بيننا
والذي في القلب مزروع
* * * * *
كل الاتصالات لا تعنيني
إلا اتصالك
إلا وصالك
ألم تعرفي بعد
أنك سكنتي شراييني
* * * * *
لماذا هذا السكـوت
ألم تعرفي بعد
إذا ابتعدتي عني أموت
اتصلي رجاءاً تكلمي
فجري أحاسيسك غردي دمدمي
واسألي قلبي إن شئتي
سيقول أنه لك وحدك ينتمي
* * * * *
أتمنى لو أشرب من صوتك حتى أسكر
زيديني من قولك الرائع أكثر فأكثر
غردي .. زقزقي .. اهدلي
تناثري في القلب فتات سكر
* * * * *
أتمنى لو أراك دوماً هذا شيء أكيد
مجرد رؤياك تذوب ما في القلب من جليد
ويشرق النهار في روحي مغرداً
وتغمرني السعادة من الوريد إلى الوريد
* * * * *
لا أريد بوحاً ولا اعتراف
أعرفك تحبينني
فلماذا أخـاف
فرعون

قالوا لفرعون من فرعنك
قال: ملقتش حد يشكمنى
حد يوقف فى وشى مرة
ويوقفنى عند حدى ويحاسبنى
دا اللى شجعنى على أن اتفرعن
وأفرعن من بعدى...... إبنى؟
قالوا لفرعون من فرعنك
قال: لقيت شعب ملوش أى صوت
لسان حال بيقولى عدى وفوت
هم اللى صنعو منى طاغوت
استبد.....اهد.....ابنى
لا حد فى يوم قال معطشنى ولا مجوعنى
يبقى ليه بقى متفرعنش.... وأفرعن من بعدى ابنى؟
قالوا لفرعون من فرعنك
قال: لقيت شعب راضى بجبروتى ..... بغطرستى وغرورى
ودورى يا أيام دورى
وف كل يوم بتتمدد أكتر جدورى
لحد ما بقى خلاص لافيه دورك ولا دورى
وبقى من المستحيل تغييرى
يبقى بقى ليه متفرعنش.... وأفرعن من بعدى ابنى؟
قالوا لفرعون مين فرعنك
قال: الناس الهبلة
اللى لو اتحدو وبقو فى الجبهة المقابلة.... وابتدت المنازلة
كانت حتتغير المعادلة
لكن الكل رضي باستبدادى وطغيانى وسجانى وسجنى
يبقى بقى لازم اتفرعن
وأفرعن ........ من بعدى أبنى

الطغاة في العالم الأسلامي

والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه . عبد الملك بن مروان .. و الله لا آمر أحداً أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه .الحجاج بن يوسف الثقفي .
إن الدولة الإسلامية ملئيه بصور الظلم عبر تاريخها الطويل و أن كانت هناك بعض الصور المشرفة و المثالية و لكن الصورة البشعة و الظالمة و الطاغية هي الأكثر و الأعظم . فهناك من الحكام من لا يعرف العدل شيئاً كما فعل السفاح مع بني أمية .
و هناك من الخلفاء من أسر عمه ثم قتله , و هناك من هو غادر كالمنصور الذي أول ما فعل عند تولى الخلافة قتل أبا مسلم الخرساني صاحب دعوتهم و الممهد لمملكتهم و قد يكون جباراً كالوليد بن زيد الجبار العنيد .
و هناك من كان فاسقاً شريباً للخمر منتهكاً لحرمات الله و الذي أرادوا أن يحج ليشرب فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه و كالوليد بن عقبة الذي عينه عثمان بن عفان والياً على الكوفة فكان يشرب الخمر مع ندمائه و مغنيه حتى الصباح فأذن المؤذن لصلاة الفجر فصلى بالناس صلاة الصبح أربعا ثم استدار قائلاً لهم تريدون أن أزيدكم . و لما قتل الوليد بن زيد سنة 26 هـ نظر إليه أخوه سليمان قائلاً : تباً له والله أشهد أنه كان يشرب الخمر فاسقاً ولقد راودني عن نفسي .
بذور ديمقراطية
عندما توفي النبي (صلى الله عليه وسلم ) ثار الخلاف بين المسلمين على منصب الحاكم قبل أن يوارى الجثمان الثرى وكان هناك خلاف بين المهاجرين والأنصار وكأننا إما أحزاب سياسية تناقش وتجادل وتأخذ برأي الأغلبية فرشح الأنصار سيد الخزرج سعد بن عبادة والذي خطب فقال : نحن أنصار الله وأنتم معشر المهاجرين رهط نبينا وأسرع أبو بكر وعمر ومجموعة من المهاجرين إلى الاجتماع خشية النظر إلى الأمر من جانب واحد ودار نقاش طويل ودعى الحباب بن منذر إلى اقتسام السيادة وأن يكون هناك خليفتان ثم حسم عمر بن الخطاب الأمر بحجة قوية .
وهي أن رسول الله أمر أبا بكر أن يؤم الناس وكان ثاني اثنين في الغار وسأل من تطيب نفسه أن يكون أبو بكر الخليفة : فقال الأنصار نعوذ بالله أن نرفض أبا بكر فقال له عمر أبسط يدك نبايعك فبسط يده فبايعه عر ثم بايعه المهاجرون والأنصار وسميت بالبيعة الأولى أو الصغرى .
ثم وقف أبو بكر في اليوم التالي والذي سمي بـ "البيعة الكبرى العامة " وخطب في الناس وكأنه كان يلقي عليهم برنامجه السياسي قائلاً : أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني . الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح عنه علته إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله .
رغم نجاح الخليفة الأول بالأغلبية المطلقة إلا أنه كانت هناك ضروب معارضة مثل علي بن أبي طالب الذي قال لأبي بكر معترضاً : "لقد أفسدت علينا أمرنا لم تستشر ولم ترعى لنا حقاً " ولم يبايعه سعد بن عبادة وخرج إلى الشام وكذلك الزبير بن العوام ولم يغضب أبو بكر أو يجد فيما قاله علي جريمة بل تقبل الرأي الآخر بصدر رحب ثم بايعه علي بعد ذلك .
وبعد البيعة لم يسطو أبو بكر على بيت المال بل خرج إلى السوق ليتاجر فالتقى به عمر وسأله إلى أين ذاهب قال أبو بكر إلى السوق فقال عمر وماذا تصنع بالسوق وقد وليت أمير المسلمين ؟ فقال أبو بكر ومن أين أطعم عيالي ؟ فقال عمر إرجع وفرضوا له قوت رجل من المهاجرين وكسوة للشتاء وأخرى للصيف ولما أحس أبو بكر بأنه موشك على الموت جمع الناس قائلاً لهم : لقد نزل بي من مرض كما ترون ولا أظنني إلا ميتاً وحل عنهم بيعتهم ورد إليهم أمرهم وقال لهم : اختاروا وولوا عليكم من أحببتم فلما لم يستطيعوا الاختيار رجعوا إليه ووكلوه أن يختار لهم من يرى فيه صلاحاً وخيراً للأمور . . .
فطلب إمهاله حتى ينظر في الأمر و جمع كبار الصحابة و أولى الأمر ثم خرج عثمان بن عفان ليعلن على المسلمين أن الرأي استقر على ترشيح عمر بن الخطاب و سألهم إن كانوا يقبلون بيعته و هنا لم يفرض عليهم أحد و لم يختاروا أحد من أبنائه أو أقاربه و علق أيضاً خلافة عمر على رضى الناس . وحدد عمر سياسته بعد تولية الخلافة في عبارته الجامعة " من رأى منكم منى اعوجاجا فليقومني " وجمع الناس بعد الخلافة و قال لهم لقد كنت تاجراً و قد شغلتموني بأمركم هذا فماذا ترون يحل لي من بيت المال ؟
فقال على : ما يصلحك و يصلح عيالك بالمعروف . رد عمر : لا يحل لي من مال الله غير كسوتان و احده للشتاء و أخر للصيف و قوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم و كان يقول لنفسه بأس الوالي أنا إن شبعت و الناس جياع و هذا عكس هشام بن عبد الملك (105 – 125هـ) الذي استمتع بالكساء حتى أنه إذا لبس ثوباً مرة لا يعود إليه و قد أحصى المقربين إليه ما في خزانته بعد موته فوجدوا اثنا عشر ألف قميص و هو الذي خرج مرة حاجاً فحمل ثيابه على ستمائة جمل .
و عمر رضى الله عنه كان يلبس ثوباً فيه اثنا عشر رقعه فبداية الحكم في الإ سلام كانت جيدة و مثالية و فيها الكثير من الديمقراطية لأن الأمور كانت مرهونة بالناس و موافقة الشعب و رقابة الناس للحكام و محاسبتهم و توجيههم إن أخطأوا و كان لا يوجد تأليه للحاكم بل هو بشر يخطأ و يصيب و كذلك تحديد راتب معين له و ليس المال العام ماله و لم يورث أحدهم أبنه الحكم مع إن أبنائهم كانوا أتقياء يخافون الله مثل آبائهم و كان هناك حرية تعبير عن الرأي و نقد و معارضة و كان الحاكم يرحب بكل ذلك إذ قال عمر مرة لمن نقده : لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها .
ثم بدأت المساوئ تظهر بعد ذلك أي منذ بويع عثمان بن عفان سنة 23هـ والذي ظهر من خطبته أنه لا يريد أن يلزم نفسه بسياسة خاصة وعين أقاربه مثل عمه الحكم بن العاص وهو الذي طرده الرسول من المدينة والوليد بن عقبة أخو عثمان من أمه الذي عينه والياً على الكوفة وهو السكير الذي كان يشرب حتى صلاة الفجر ثم يقوم فيصلي بالناس إماماً وهو سكران وصلي بهم مرة صلاة الصبح أربعة ثم التفت إلي الناس وقال لهم هل أزيد وكان عثمان لا يحتمل النقد فمرة سخر منه أبو ذر الغفاري عندما ردد قول عثمان أترون بأسا أ ن نأخذ مالا من بيت مال المسلمين فننفقه فيما يقوينا من أمورنا ونعطيكم بعضه فقال له عثمان ما أكثر أذاك لي غيب وجهك عني فقد آذيتنا فخرج أبو ذر إلي الشام واجتمع الناس هناك حوله فخاف منه معاوية الذي كان واليا علي الشام
والذي كتب إلي عثمان يحذره من أبى ذر فرد عليه عثمان أن يرسله إلي المدينة في رحلة عذاب وقد حدث وكان عمرو بن العاص أول الناصحين لعثمان بالاعتزال لسوء حكمه والذي كان يقول والله لا ألقي الراعي إلا وحرضته علي عثمان وكان عثمان ينعم ببيت المال مثل أغنى الأغنياء إذ بنى لنفسه بيتا من الحجر له أبواب من الحديد واقتنى أموالا وجنات ويوم قتل كان عنده من المال مائة وخمسون ألف دينار حيث أنه لم يتق الله ولم يهتم بأي شكوى ضد أقاربه الذين ولاهم علي الناس وهم الفاسدون حتى أصبح كل من في المدينة غاضب علي عثمان حتى عائشة رضي الله عنها
ثم ثار الناس عليه وتجمهروا حول قصره وطلبوا منه إما أن يعزل نفسه أو يقتلوه فرفض العرض وكتب إلي معاوية بالشام وابن عامر بالبصرة وإلي أهل الكوفة يستنجد بهم بأن يرسلوا له جيوشاً يقمع بها الثائرين عليه في المدينة وهكذا كانت الثورة إذ تسور الناس الدار وحطموا الأبواب ودخلوا عليه وكان منهم محمد بن أبي بكر الذي أمسك بلحية عثمان وهو يقول له علي أي دين أنت لقد غيرت كتاب الله وإنا لا نقبل أن نقول يوم القيامة ربنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا "الأحزاب 54"
وفي حديث عائشة التي قالت أقتلوا عثمان قتل الله عثمان وذهبت إلي مكة غاضبة وبعد مقتل عثمان تحول الحكم إلي بني أمية حيث حسمت الدولة الأموية الموقف بالقتال والقمع والتي قضت علي بذور الديمقراطية وبدأ خلفاء بني أمية يتشبهون بالملوك وبنوا القصور والحدائق الغناء وكان الخليفة يجلس في البهو الكبير علي يمينه أمراء البيت المالك وعلي يساره كبار رجال الدولة ويقف أمامهم من يريد التشرف بمقابلته من رسل الملوك وأعيان البلد والشعراء والفقهاء وغيرهم والأمويون استولوا علي الحكم عنوة وبالقوة وهذا مايقوله معاوية صراحةً الذي صعد منبر المدينة قائلا: أما بعد
فإني والله ما وليتها بمحبة منكم ولا مسر بولايته ولكني جالدتكم بسيفي هذا مجالده وبهنا فإنه ينفي أنه تولى الحكم برضاء الناس بل ويستخف بهذا الرضى ويستمر في خطبته إذ يقول أنه حاول أن يسير علي طريق أبي بكر وعمر ولكن نفسه رفضت ولقد برر الأمويون استيلاءهم علي الحكم بأنهم ورثوه عن عثمان الذي قتل ظلما ورسخ معاوية ملكه بأنه قضى علي معارضيه مستخدما أحط السبل من قتل وغدر ورشوة وخيانة حيث أنه قد اتهم معاوية بقتل الحسن ابن علي بأنه أوصل لزوجة الحسن بأنها لو قتلت الحسن سيعطيها مائة ألف درهم ويزوجها من ابنه يزيد فدست السم للحسن في طعامه ولما مات الحسن أرسل لهامعاوية بالمال ومن يقول لها إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لمكنا لك تزويجه
ومعاوية أول من جعل الخلافة ملكية وراثية دون أن يكترث برأي الآخرين ولخص يزيد ابن المقنع الموقف الأموي من الخلافة بعبارة موجزة بليغة إذ جمع فأوعي قائلا :أمير المؤمنين هذا وأشار إلي معاوية فإن هلك فهذا وأشار إلي يزيد فمن أبي فهذا وأشار إلي سيفه فقال له معاوية :اجلس فإنك سيد الخطباء ولما أراد معاوية البيعة ليزيد
وكان الناس كارهين لذلك وقد قال قائلا منهم إ ني أبايع وأنا كاره فقال له معاوية بايع يا رجل فإن الله يقول عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ومن هنا أصبحت البيعة شكلية أي أقرب إلي استفتاءاتنا العصرية التي تكون نتيجتها حاسمة بالتزوير لصالحهم وفي تاريخ يزيد الذي قال معاوية أنه سيأتي منه الخير حدثت واقعة "الحرة" الشهيرة والتي قتل فيها الكثير من صحابة رسول الله ونهبت المدينة وهتك عرض ألف عذراء حيث أخذت بيعة يزيد بالإكراه والإجبار وبحد السيف ومن يقول أبايعه علي سنة الله ورسوله يضرب عنقه بالسيف
وقد استباحت جيوش يزيد المدينة ثلاثة أيام قتل فيها الكثير من بني هاشم وسائر قريش والأنصار ثم اتجهت الجيوش إلي مكة فرمت الكعبة بالمجانيق من الجبال حتى انهدمت وذلك لإجبار الناس علي الطاعة والرضوخ لقبول يزيد السكير الذي كان يسهر حتى الصباح في العزف والقصف" وهذا عبد الله بن مروان الذي عندما بويع بالخلافة وكان المصحف في حجره فأطبقه قائلا هذا آخر عهدنا بك وبهذا القول بدأ الخلافة وعرض سياسته قائلاً أنا لست بالخليفة المستضعف ويقصد عثمان ولا الخليفة المداهن ويقصد معاوية ولا الخليفة الفاسق ويقصد يزيد إني لن أداوي أمراض هذه الأمة إلا بالسيف ووالله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه ثم نزل من علي المنبر وانظروا ماذا فعل عبد الله بن مروان مع عبدالله بن الزبير وهو الذي كان يدافع عنه قبل أن يصبح خليفة وكان يقول فيه أنه أول مولود في الإسلام أبن حواري رسول الله لقد أرسل إليه جيشاً من أربعين ألف مقاتل علي رأسهم حجاج بن يوسف الذي حاصره في مكة لمدة شهر ثم رماه بالمجانيق حتى ظفر به وقتله وصلبه عام 73 هجرية وبعدها جعل عبد الله من الحجاج ساعده الأيمن وعينه أميراً علي العراق
إننا إمام سلطات استبدادية تمارس الحكم حسب هواها تفعل أي شيء في سبيل ترسيخ حكمها من قتل ومصادرة حريات وانتهاك حرمات وقد حدث أيضا في العصر الأموي وكانت ليلة الأضحى لسنة 120هجرية وفي صلاة العيد وقف خالد بن عبد القسري والي الكوفة علي المنبر يخطب قائلا :أيها الناس اذهبوا وضحوا بأضحيتكم تقبل الله منا ومنكم وأما أنا فاليوم سأضحي بالجعد بن درهم لأنه يقول ماكلم الله تكليما ولا أتخذ خليلا تعالي الله على ما يقول علواً كبيراً ثم نزل من على المنبر واستل سكيناً وذبح الرجل أسفل المنبر والذي كانت كل جريمته أنه أعلن نفي الصفات عن الله وهكذا قتل بسبب فكره وضحي به أسفل المنبر كالشاة ويقول بعض المؤرخين أن ذبح جعد كان لأسباب سياسية توشحت بزي الدين .
أما في العصر العباسي فكان السفاح أول خلفاء بني العباس وتمت البيعة له بالكوفة عام 132 هجرية فوقف بالناس خطيباً يقول : "أيها الناس استعدوا فأنا السفاح المبيح والثائر المبيد" وهو الذي استولى على الحكم بأنه قتل في مبايعته من بني أمية وجندهم ما لا يحصى من الخلائق فرضاً وإجباراً على الموافقة واستسلام قهري للحاكم ومرة دخل على السفاح شاعر صعلوك وهو سديف بن ميمون وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أكرمه السفاح وقال سديف وهو مولى أبي العباس السفاح ...
لا يغرنك ما ترى من رجال إن تحت الداء ضلوعاً دوياً
فضع السيف وارفع الصوت حتى لا ترى فوق ظهرها أموياً
فقال سليمان : "قتلتني يا شيخ" وأخذ السفاح سليمان فقتله وأيضاً استجاب السفاح لنصح شبل بن عبد الملك مولى بني هاشم والذي حرضه على قتل خصومه السياسيين وكان عنده كبراء بني أمية مستسلمين بعد انهيار دولتهم ويستجيب السفاح للنصح والدماء تغلي في عروقه فيأمر باغتيالهم جميعاً ثم لا يخجل بأن يجلس فوق البساط الذي لفهم به ويتناول طعامه وهم يتقلبون تحته في جراحهم مصارعين الموت سابحين في دمائهم وظل فوقهم قائماً حتى فاضت أرواحهم جميعاً .
وهو الذي استهل حكمه أيضاً باستخراج جثث خلفاء بني أمية من قبورهم وجلدهم ثم حرق جثثهم ونثر رمادها في الريح واتبعه في سفك الدماء عماله مثل عبد الله بن علي الذي أول ما دخل دمشق دخلها بالسيف وأباح فيها القتل لمدة ثلاثة ساعات وجعل جامعها سبعين يوماً اسطبلاً لدوابه وجماله ولم يستمر حكم السفاح سوى أربع سنوات وأربعة أشهر ثم مات . . .
وللحديث بقية لأن مسلسل الطغيان لم يقف بل استمر وما زال وصدق من قال :
" إن العروش مقامة على برك من الدماء " .


من شعر : مظفر النواب


إذاعات العرب تبول على أنفسها وأخبار الحرب تتثاءب في الشارع
أوراق التوت لقد سقطت ماذا يطبخ حكام العرب على نار جهنم
ساح المكياج على أوجههم والشرف معجزة القرن لقد حصلت
حكام العرب قد اجتمعت وخرج الحكام وآثار سحاق بجاههم
يا رب كفى حكاما مثقوبين سلطات القردة أخراب القردة أجهزة القردة
كلا بل أشرف منكم فضلات القردة ... أحد منكم لاحظ أن الصمت العربي
والجرذان وسيارات الشرطة تحبل في الطرقات بشكل لا شرعي وسخ
ومن آمن بالحزب الحاكم فالجنة مأواه ..
وويل للمارق فالأنظمة العربية تشنقه قدام الدنيا قاطبة
وطني علمني أن حروف التاريخ تكون مزورة بدون دماء
وطني هل أنت بلاد الأعداء ... وطني أنقذني فرائحة الجو البشري مخيفة

دراسة حول الأوضاع الراهنة
بقلم /محمد عبيد
هذه دراسة متواضعة ولكنها تسلط الضوء على بعض ما حدث في هذه الفترة الحالكة من تاريخ مصر منذ الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور مرورا بإحداث اعتصام القضاة وسحلهم في الشارع لأنهم كشفوا ما حدث من تزييف وتزوير واعتقال النشطاء المناضلين المتضامنين معهم من الأحزاب وحركة كفايةأولاً : يوم الاستفتاء على التعديل الجائر والمخزي من قبل ترزية القوانين للمادة 76 من الدستور حينها قامت الداخلية وامن الدولة وغيرها من قوى الكبح والقمع والسحق والاضطهاد بالاعتداء على الصحفيين وهتك أعراض الصحفيات أمام شاشات العالم بل وحتى المارة لم ينجوا من الاعتداءات عليهم وتكررت حوادث الاعتداء وكانت تتصاعد حيث أنه تم قتل ما يزيد عن 120 سوداني أولئك الهاربون من جحيم حروب أهلية أملاً في لجوء سياسي من قبل مكتب مفوضية الأمم المتحدة حينها فتكت بهم السلطة ولم ترحم لا صغير ولا كبير والمفاجأة كانت أن وزير الداخلية تم التجديد له مكافأة على أفعاله هذه بل وكافة الضباط الذين نفذوا هذه الأفعال تم تنصيبهم محافظين مثل محافظ أسيوط وغيرهم وما هذا إلا تأكيدا بأن رئيس الدولة والمحيطين به راضين كل الرضا عن هذه الممارسات المشينة ومشجعين لها 0 كما إن هذا يؤكد أن الدولة تستغل كل السلطة والأسلحة والرجال في التنكيل بكل من يعمل على كشف زيفها وخداعها وتسلطها واستبدادها وفي اللحظة التي يجب فيها أن تعمل هي عكس ذلك أي أن ترفع القيود عن الحريات وتدعمها في تغيير المناخ السياسي المتعفن السائد إلي مناخ أخر مشبع بالحرية 0إن النظام في حقيقة جوهرة يكره الإصلاحات الفعلية ولذلك فهو في الخفاء يعمل ضدها بكل ضراوة وفي العلن يظهر عكس ذلك وهذا لأنه يعرف أنه بدون هذه الامتيازات القمعية سيصبح في خبر كان فهو قد تعود على أن يمارسها طوال الخمسة وعشرون عاماً الماضية 0إن هذا النظام لا يريد سوى شكليات يتفاخر بها أمام العالم ويبقى الباطن كما هو استبدادي ومتعفن ومذري وحقير ؛ وأنظر إلى المسرحية الهزلية لانتخابات رئاسة الجمهورية فأي انتخابات هي هذه وقائد القوات المسلحة يعلن قبل فترة الانتخابات أنه مع مبارك قلباً وقالباً وكذلك الداخلية وكافة المؤسسات التي يجب أن تأخذ موقفاً محايداً أصبحت جميعها في شق مبارك بل وحتى الإعلام الحكومي ومن يتبنى أي وجهة نظر أخرى يعتبر مارقاً وخائناً ويوضع في شق الأعداء 0وبهذا الوضع تمت الانتخابات ولم يذهب لصناديق الاقتراع سوى سبعة مليون فرد ومثل الانتخابات السابقة كانت النتيجة معروفة سلفاً وفاز الرئيس بحكم البلاد لفترة رئاسية خامسة وهو في الثمانين من عمره ومن يدري قد يطيل الله في عمره فيحكم ويحكم وهاهم يفصلون تعديل جديد للدستور يتيح للرئيس أن يحكم لفترتين رئاسيتين كل فترة مدتها سبع سنوات أي لمدة أربعة عشر عاماً أي ما يعادل ثلاث فترات ونصف مثلاً للرئاسة الأمريكية هل هذا هو العدل وربما لطول الفترة يكبر أبن أبن الرئيس والذي يسمى في النكتة المتبادلة هيثم ويتم تعديل جديد يتناسب مع الحفيد مثلما حدث في سوريا مع بشار الأسد فيصبح الحفيد رئيسا وهلم جرا أنها المهازل اللاإخلاقية وأن لم تستح فأفعل ما شئت أنهم يكرهون الديمقراطية ويناصبون داعميها العداء وأن كان ذلك يتم في الخفاء والأمر واضح وضوح الشمس ولننظر معا ماذا حدث في الانتخابات البرلمانية التي تلت ذلك أنهم أسقطوا كل الليبراليين النشطين أي كل الأصوات التي تنادي بالديمقراطية فقد تم إبعاد رؤساء الأحزاب عامة وكذلك كافة الأصوات الاخري الفاعلة والتي تنادي بالإصلاح السياسي وتطبيق الديمقراطية أنهم يروا في هؤلاء بل وكل الليبراليين الحقيقيين بأنهم عملاء للغرب وأمريكا وإقصائهم عمل وطني شريف كما أنهم أفسحوا الطريق لدخول عدد لا بأس له من النواب اللذين ينتمون إلي حركة الأخوان المسلمين وفي ذلك رسالة واضحة للغرب أنهم يقولوا أن البديل إذا تم إسقاطنا هو إسلامي ومن هنا راحوا يشعلون النيران الطائفية والدينية وذلك ليتم معاداة الغرب وأمريكا وأن يري فيهم المسلم بأنهم أعداء الإسلام وأن إصلاحاتهم السياسية ما هي إلا خدعة استعمارية جديدة وتعالي معي ننظر إلي الواقع أثناء فترة الإرهاب التي تم فيها اغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق وكذلك الاعتداء علي وزير الأعلام حينها وعلي نجيب محفوظ وغيرهم في هذه الفترة ثم قمع المد الديني تماما وكانت اللحية أو الحجاب تعرض صاحبهما للخطر الشديد مثل الاعتقال وغيره وأما الآن فالدولة هي التي تدعم وتفعل الجانب الديني فأصبح في كل المصالح الحكومية مصلي وكادت كل النساء المسلمات أن يرتدين جميعهن الحجاب أي تم تقسيم المجتمع النسوي تماما فأصبحت المرآة المسلمة معروفة بحجابها والمسيحية بشعرها وأنظر ماذا حدث لوزير الثقافة عندما تكلم وقال أن شعر المرآة يزيدها جمالا فتصبح كالوردة والله لولا خشية النظام من أن يقال أنه يدعم الإرهاب لتركوا الوزير فريسة للإخوان 0أن النظام الحاكم يريد أن يظهر الأخوان علي أنهم القوة القادرة علي السيطرة لو أطلق لها العنان ونظرا لتغلغله داخلها وداخل كل كيان سياسي أو ثقافي أو حتى اجتماعي أصبح لا يخشاها ولا يخاف غيرها لان أي أمر أثناء ميلاده يعرفه ويلم يكل تفاصيله أي قبل أن يتبلور وأحد يتبناه فيروح يجهده قبل أن يولد أو يشتد له ساعد ؛ وإما الأحزاب الليبرالية فأصبح فعلا ليس لها وجود في الشارع المصري أو أن الشارع أبعد عنها فالواقع المقروء يقول أن السلطة بكل مؤسساتها هي التي تقف حاجزا إمام تواجد أي قوي منافسة لها في الشارع لاستقطاب الرأي العام إلا طبعا الأخوان وهذا لهدف استراتيجي كما أوضحنا لأنه لماذا لم يحدث هذا التفعيل الحاصل والتواجد للإخوان خلال سنوات حكم مبارك الماضية أي قبل فكرة الإصلاحات الديمقراطية للشرق الأوسط ؟ كما أن نجاح أعضاء البرلمان الاخوانيين يعتبر حالة خاصة وتمت في مرحلتين فقط من الانتخابات البرلمانية فقد سمح لعدد محدود بحيث لا يصل إلي الثلث أي أن يحصل الحزب الوطني كالعادة علي الثلثين بأي شكل الم تروا كيف أن الحزب الوطني ضم الكثير من الأعضاء اللذين تم انتخابهم علي أنهم مستقلين لكي يصل إلي نسبة الثلثين مع أن ذلك يعتبر خداع وتزييف لإرادة الناخب الذي رفض مرشح الحزب الوطني وانجح المستقل أن ضم هؤلاء يعتبر تزييف للإرادة الشعبية ولكن أين هو من يحترم الشعب وأرادته أن الحزب الوطني بكل إعلامه وشرطته وأمن دولته وتزييفه لم يحصل إلا علي 30 % فقط من عدد النواب الناجحين واللذين لو لم ينضم لهم المستقلين ما كان لهم أي أثر قوي حتى معارض 0أن هذا السماح للإخوان كان مخطط له وبحرص شديد بحيث لا يصل إلي الثلث حتى يحصل للحزب الوطني علي الثلثين وذلك لتمرير كل ما يريد تمريره من قوانين وقرارات وإنما يظهر علي أنه إفساح ديمقراطي وهو رسالة للغرب تقول ماذا يحدث لو تركنا الأمور تسير سيرا ديمقراطيا ؟ كما أن السلطة عملت علي عدم إسقاط رموزها المطلوبة في المرحلة القادمة من أعضاء الحزب الوطني وهناك رموز حان التخلص منها فتركت للوضع الطبيعي للانتخابات 0من ناحية أخري فقد تجمعت القوي الوطنية المعارضة متمثلة في رموزها الفعالة في حركة شعبية تعتبر هي الأولي من نوعها منذ خمسين عاما وأطلقت علي نفسها اسم " كفاية " أي يكفي لهذا الاستبداد والطغيان والظلم والسحق والقهر والسرقات والتجويع والاعتقال والطوارئ واستمرارية حالة حكم هزلية وكفي هذه موجهة تحديدا لرئيس الجمهورية الذي مثل سالفية ما زال يتربع علي كرسي الحكم ولن يتركه إلا بموته أو التنازل عنه لابنه وتعالي هنا معي لننظر إلي التعديلات الدستورية المزعم القيام بها أنها سيناريوهات جميعهم لا يخدم إلا هدفا واحدا هو ترسيخ ذلك الحال الاستبدادي المشين وإبعاد البلاد عن أي إصلاح ديمقراطي حقيقي 0وأما عن الأقباط فأنهم يتطلعون إلي المزيد من الإنجازات الخاصة والعامة لأنهم ما زالوا مهمشين سياسيا إلا من تلك العطايا الحكومية بتعيين البعض في بعض المناصب الخدماتيه وإظهار الدولة علي أنها الحامية والراعية لمصالحهم وأنه لولاها لكانوا فريسة سهلة للإخوان ومن جانب أخر تريد إبعادهم عن الغرب وأمريكا وأقباط المهجر اللذين يطالبون بالإصلاح السياسي وبمطالبهم الخاصة وكانت حركة الأقباط هذه شديدة علي شخص الرئيس وبالذات في أمريكا فقد احتضنت السياسية الأمريكية تلك الحركة وأفسحت لها المجال لكي تقول كل في نفسها ولوحت هنا بحماية هذه الأقليات في مصر نقطة أخري هامة هي أن رئاسة الجمهورية تمر بمأزق اقتصادي شديد فضلا عن ذلك حالة الفساد المرافقة لهذه الأوضاع والملاحظ في فترة انتخابات الرئاسة الأخيرة أن شخص الرئيس قد تعرض للنقد والهجوم الشديد وهو الذي كان مجرد ذكر أسمه من وقت قريب بأنه أحد المحرمات التي يجب عدم الاقتراب منها وأن التعرض لأسباب الفشل الاقتصادي أو السياسي أو غيره من النقد يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون إذا أرجع ذلك لشخص الرئيس وذلك لأنه المنزه عن كل عمل مشين والشخص الكامل الذي لا يخطئ وانه فوق النقد وفوق الجميع ولا يجب محاسبته لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون بل وقد كان من المستحيل أن يتجرأ أي مواطن مصري وينتقد أي إجراء حكومي أحمق ويشير ولو من بعيد إلي أن وراء ذلك السلطة أو شخص الرئيس أن هذا الحال قد تغير وتبدل وأصبح ينظر لأي فشل حكومي أو فساد علي أنه خلل سياسي لسلطة شاخت ولا تعالج العجز والفشل إلا بفشل أكبر منه وصارت رائحة استبداد السلطة وطغيانها تغطي كل أرجاء العالم بل ووصلت هذه الرائحة العفنة إلي أنوف الشرق والغرب وخرجت المظاهرات في كل مكان في العالم تقول أن مبارك مستبد وطاغ 0وذلك حين سحل القضاة في الشارع واعتقل المتضامنين منهم وكان الدافع لسحل القضاة أنهم كشفوا وجه السلطة البشع والحقيقي للعالم وهنا بحث الغرب وأمريكا عن بديل لهذا الحزب المستأسد والمتسيد والمستبد أكراها ووجدوا في الغد ضالتهم فهو حزب ليبرالي ويضم ما يقرب من الثلث مسيحيين وهذا يحدث لأول مرة بأن يشارك المسيحيين في حزب سياسي بهذا الكم أن الغرب رأي في الغد الصورة المتقدمة والتي تعبر بصدق عن مستقبل الليبرالية في مصر وبديل جيد للنظام الحالي وبدأت السلطة تتوجس من هذا الوليد الجديد الذي ينافسها ويكاد يستلب منها السلطان وبدأوا يخططون كيف يطيحوا بهذا الحزب وكيف يبعدوا الغرب عنه وأول ما فعلوا هو إبعاد مني مكرم عبيد عن الحزب فقد كانت رمز مسيحي من الممكن أن يستقطب ويجر الكثيرين من المسيحيين للانضمام للحزب وبالتالي يحصل هذا الحزب علي الدعم الكامل من قبل الغرب وأمريكا ولا تستطيع السلطة هنا عمل أي شئ سوي عجزها و عض أناملها غيظا علي ما يحدث وبالتالي سيسحب البساط من تحت قدميها وهنا تحركت السلطة في عدة اتجاهات أولها كما ذكرنا كان إبعاد الدكتورة مني مكرم عبيد عن الحزب وثانيها توريط الدكتور أيمن نور في قضية تلفيقية إلا وهي قضية التزييف والتي حكم عليه فيها بالسجن لمدة خمس سنوات وتم رفض قبول الطعن في الحكم وتأييده وذلك لكي يتم القضاء نهائيا علي مستقبله السياسي حتى أيضا بعد خروجه من السجن 0ولم ينتبه نور لمن حوله ومن هم أعدائه فقد كانوا يعيشون معه ويظهرون كل الإخلاص وهم في ذات اللحظة يضمرون له كل الحقد والفتك به وفعلا جاءته الطعنة من صميم الداخل من حيث لا يتوقع وقد وتم تجنيد الكثير من أعضاء الحزب وتصعيدهم ليكون لهم الدور القيادي وبالتالي توجيه الحزب وكافة أموره السياسية حسب ما تريد السلطة سواء في لجان الحزب العليا وغيرها من المواقع الهامة وأيضا في الجريدة الرسمية للحزب ومنهم من تم اعتقاله للتلميع وإظهارة علي انه المناضل والمدافع عن الحزب بروحه ودمه وما انشقاق موسي وحميده ومدير تحرير الجريدة الأسبق عبد النبي علي الغرب إلا القليل فما زالت السلطة متغلغلة في صميم الحزب وجريدته وتعمل بكل جهد لأبعاد هذا الحزب الليبرالي عن ليبراليته وعن أن يدعمه الغرب ويقف بجواره وقد تم أيضا زرع الكثير من المناضلين اللذين يتهجمون علي الغرب في الحزب ومظاهراته دون أي سبب دون أي سبب وكذلك يقذفون شخص الرئيس بأوقح السباب حتى يقال إن هذا الحزب همجي وبربري ويفهم هو غيره الحرية خطأ ولا يستحقوا إلا السحل والاعتقال وتقليم أظافر النضال وقص اللسان الناطق بالحق وقد تم لهم ذلك وأنظر إلي الحال السياسي الآن فالمظاهرات تحولت إلي مجرد وقفات احتجاجية فقط ويكون احتجاجها علي ما يحدث خارج الدولة فقط مثل الاعتداء علي الفلسطينيين أو العراقيين أو اللبنانيين وأما التظاهر علي ما يحدث في الداخل من استبداد وقمع وسحق وسرقات وكافة المساوئ السياسية فلا وألف لا وأصبحت السلطة متغلغلة في كافة الأحزاب وفي حركة كفاية وفي الأخوان وقبل أن يحدث أي حدث أي أثناء ميلاد الفكرة عند صاحبها كما قلنا يصل الأمر إلي من يهمه الأمر سواء في أمن الدولة أو غيره وأصبح أيضا عملاء السلطة مروجين إشاعات داخل هذه الأنشطة السياسية أنهم يقوموا بتلميع العميل علي أنه المواطن الحر والذي يخاف علي مصلحة الحزب والوطن وبتشويه المناضل الشريف الذي لا تستطيع الدولة شراء ضميره وتحول المناضلون إلي جالسي مقاهي وتفرغوا للهو واستمتاع الرجال والنساء بعضهم البعض وخمدت نيران الحماس والنضال ولا نعلم أن كانت ستشتعل مرة أخري أم لا كما أنهم يحاولون بكل الطرق ضرب الديمقراطية يسعى في لبنان فهناك تجمع اتحادي لكل السلطات المستبدة المعادية للديمقراطية تسعي من خلال مخابراته المتحدة لضرب كل ما هو ديمقراطي هنا وهناك وأن أظهروا أنهم داعمون للديمقراطية شكلا فأن باطن أعمالهم عكس ذلك تماما 0 أن السلطة الآن تعمل في الخفاء كل ما تريد أي علي غير المتبع في السنوات الماضية مما خلق موقفا متأزما وواقعا شديد الحساسية فلا الدولة أصبحت قادرة علي الاعتقال الطويل لكل الرموز المناضلة والمطالبة بالديمقراطية ولا قادرة علي تصفيتهم حسب ما كان متبع ولا هي قادرة علي السماح لهم بالتعبير عن أرائهم وإرادتهم وتنفيذ مطالبهم وتحويل نسق النظام إلي ديمقراطي حقيقي لان هذا سوف يزعزع من سيطرتها واستمراريتها واستمرار الهيمنة بالشكل المستبد وفرض القبول بالإكراه كما كان متبع فهذا ما كان أسلوبها 0أن هناك مجموعة أشخاص تعمل في الخفاء هم اللذين يحكمون ويوجهون البلاد نحو ما يريدون وهم اللذين صنعوا بئرا عميقا لكل المعارضين والقوهم فيها حتى ينفردوا بالحكم ولا يجد الغرب وأمريكا عنهم بديلا هذه هي الخطة الذكية التي رأوا أنها من الممكن أن توصلهم إلي بر الأمان وتبقيهم في الحكم لعدة أعوام قادمة وعصا موسي السحرية الآن هي الأخوان أنهم بدأوا وما زالوا مستمرين في تنفيذ مشاريعهم الخبيثة والاستبدادية فقد بدأت خطة البقاء بتعديل المادة ( 76 ) من الدستور المصري ثم الانتخابات الرئاسية والشبيهة بالاستفتاء مع أن كل ما يحدث ما هو إلا فرقعات إعلامية تقول بأن هناك تغيير وإصلاح دستوري وأيضا بجس نبض الغرب لمعرفة ما إذا كان من الممكن ترشيح ابن الرئيس بعد الرئيس من خلال إجراء بعض التعديلات الهزيلة والمنحازة لهم وبهذا التعديل سيفوز بالانتخابات ولمدة أربعة عشر عاما حسبما يريدون للتعديل الدستوري أن يكون أنهم يقولون ها أنتم تريدون فترتين رئاسيتين وسيكون لكم ذلك أي كل فترة فترتين حكم مدمجتين وبالتالي يحكم الرئيس أربع فترات في فترتين ويجري الترتيب أثناء ذلك إلي ماذا يكون بعد انقضاء تلك الفترة 0أنهم أجهزوا علي حزب الغد ولم يبقي فيه الآن إلا غربانهم تنعق في أرجاء إطلاله وأصبح البديل للحزب الوطني ليس ليبرالي وإنما إسلامي أنهم يقولون للغرب ها هي الأحزاب الليبرالية أكذوبة هشة ليس لها أي أرضية علي الواقع 0فلننتبه أن أهم أهداف الفئة الحاكمة مستقبلا هي :أولا : القضاء نهائيا علي أي وجود ليبرالي بديل أو منافس حقيقي لهم ولا بد أن يكون البديل ديني بحت ولأجل ذلك بدأ النظام منذ فترة طويلة بتفعيل الشارع دينيا وجعل من جماعة الأخوان المسلمين طرحا سياسيا قويا وأظهر الشارع المصري علي أنه كاره أو خائفا من التدخل الأوروبي والأمريكي في الشئون الداخلية في مصر وأن ذلك ما هو آلا استعمار من نوع أخر وهذا يحقق لهم أهم عنصر من عناصر البقاء والذي ربما يتمخض عنه اتفاقات مشتركة مع الغرب وإعادة الثقة في النظام المصريثانيا : العمل بكل الإشكال والطرق علي فصل الأحزاب المعارضة عن بعضها البعض وخلق خلافات وانشقاقات في داخل كل حزب وذلك لأجل تفتيت صوته وصلابته وأيضا إبعاد الجميع عن حركة الأخوان وزرع بذور الشك والتفرقة وسوء النوايا بين كل حزب وأخر وذلك للسيطرة والهيمنة السلطوية وتطبيق المثل القائل فرق تسد وبهذا سوف تسيير الأمور كما تحب السلطة وتشتهي 0 ثالثا : التمهيد لانتخابات مستقبلية تأخذ في ظاهرها صورة أقرب للديمقراطية وفي ذات الوقت تخدم الإدارة السلطوية الحالية وتحقق لها أهدافها ومصالحها المطلوبة 0 رابعا : أن يقوم نظام الحكم بعمل كل ما يريده الغرب وأمريكا وإسرائيل دون أن يطلب منه ذلك وهو بهذا يحقق له أكبر قدر من المنافع والمكاسب مما سيدفع بأولئك في إعادة التفكير في النظام المصري والاعتماد عليه كقيادة تعتبر حامية للمصالح الغربية ومدافعه عنها0خامسا : التفاوض مع المسيحيين والتقرب منهم والعمل بكل جهد حتى يثقوا فيهم دفعهم للتعاون معهم وإظهار السلطة الحاكمة في صورة حامي حما الأقباط وأنهم لولاهم لحدث ما لم تحمد عقباه لهم 0سادسا : القضاء نهائيا علي حزب الغد خاصة كهدف مستقل لأنه ما زال المنافس الأول والبديل الليبرالي الوحيد لهم ثم إظهار باقي الأحزاب علي أنها مجرد مجموعات سياسية بعيدة تماما عن التنظيم الشعبي وما هم إلا فقهاء سياسة وبعض مثقفون يجلسون معا في قاعات الأحزاب للتنظير وتلاوة الأخبار والبيانات فيما بينهم وأنه لا يوجد حركة فعلية لها أرضية شعبية كبيرة سوي الأخوان والذي يجب إظهارهم علي أنهم الخطر الأكبر الذي يستفحل يوما بعد يوم لكي ينقض علي الديمقراطية والحريات في مصر بل ويتحالف مع كافة القوي الأصولية في الخارج ضد العدو الأول للإسلام إلا وهو الغرب وأمريكا 0سابعا : إذا أصر الغرب علي الديمقراطية وأحزاب فعلية فلا مانع من إنشاء حزب ليبرالي غير الغد تؤسسه السلطة علي هواها ويقوده بعض رجالها أي أن ينقسم الوطني إلي حزبين ويكون هنا فريقان يتواليان تولي الحكم و الاستحواذ علي السلطة ولا مانع هنا من أن ينقسم الشعب إلي مشجعين أقصد أعضاء مثل مشجعي الأهلي والزمالك وإما حزب الغد فهذا حزب طويل اللسان هاجم شخص الرئيس وعائلته وقال أنه يوجد علي الأرض آلهة وأنبياء أو أحد معصوم من الخطأ وأن حوادث السلب والنهب والطغيان ليست حوادث فردية بل أول من يسأل عنها هو الرئيس وباقي سدنته هذا أغضب السلطة جدا ومن هنا اتجهت السلطة إلي سجن رئيسه ذلك الشخص الكاريزمي الذي أظهر عقم الحاكم الحالي وعدم صلاحتيه سياسيا وأخلاقيا وأحبته الناس هو من كل قلبها وكم تمنته أن يكون رئيسا ولكن في زمن تسحق فيه الأمنيات ويسجن داعميها والمخلصين لها أن هذه السلطة ما زالت تنظر لحزب الغد بعين الريبة وتري أنه الوحيد القادر علي المنافسة ولذلك تسعي دوما إلي تقليم أظافره وخلع أنيابه ونتف ريش طموحه حتى يتحول مثل باقي الأحزاب إلي حزب أليف طيع مهادن قابل للركوع والسجود والتسبيح بحمد الحاكم المذل المانح المانع راضي بكل عيشة الذل والهوان السياسي والاقتصادي لذاته وللبلد غاض الطرف عما يحدث داخليا وخارجيا مثل باقي القطيع

مقاطع شعرية

تحرشوا بحزنى
وبقهى الذى عن شمالى وعن يمينى
فطلعت عليهم قصائدى تجلدهم
وداهمهم الغضب الذى يعترينى
*** ***
وطنى يعيش فى الشريان
فلا تتعجبوا إن كان
للحرف شموخ وعنفوان
*** ***
لغة مورقة الحروف بضة
كلمة من ذهب وكلمة من فضة
أكاد أحصى خطواتها فى عقلى
أكاد ألمحها نبضة نبضة
أنها على الأحبة بردًا وسلاما
وعلى الطواغيت متمردة متنمرة ممنقضه
*** ***
منذ نعومة أظافر فكرى
منذ أن كان فى المهد بيانى
والطغيان يترصدنى يرقبنى ويرانى
يحاول الاستبداد أن يستعبدنى
وكأنى عبد له
وكأنه اشترانى
*** ***
كم جريدة كم فمها السلطان
لأنها ترجم الشيطان؟
كلما صحيفة حاربت الطغيان
ولم يقبل صحفيوها إلا أن يكونوا فرسان
رافضين الرقص فى بلاط فرعون وهامان
ذبحوها بالقوانين الجائرة وأذاقوها الهوان
كلما جريدة قذفت حجرا فى وجه لصوص الأوطان
حاول الوالى ذبح رئيس تحريرها عظة فى أكبر ميدان
آه كم جريمة ترتكب باسمك يا وطنى
فى زمن الحضيان

الحرية

تعتبر الحرية هى الضحية الأولى والمنبوذ الأول دائما عند السلطان المستبدة وذلك لأن الحرية نقيض الطاعة أنها السيادة الذاتية وعدم الخضوع لمشئة الغير وخصوصًا إذا كان جائرة كما أن الحرية هى التحرر ورفض كافة القيود التى تكبل الذات وتقمعها وتخضعها لشروط الآخرين التى تريد تحويلها إلى بهيمة أو مخلوق آلى والحرية أيضًا هى التى تدفع بالإنسان إلى أن يقرر بنفسه مصيره ويحدد أهدافه ويسعى لتحقيقها وكذلك يعرف واجباته والتى غير مملاة من قوى تسلط به لأن الحرية تختفى أو تتلاشى عن الخضوع لمشيئة الغير، وأنا لن أكون حرًا عندما استبعد ويفرض على عمل مالا أحب لو يعترضنى الآخرون ويحولوا دون تحقيق أهدافى وما الاضطهاد إلا قيام الآخر بشكل أو بآخر لاحباط رغباتى، كما أن الاستقلالية هى عدم التدخل فى شئونى الخاصة، وتعتبر الحرية هى الهدف الأول للناس جميعًا ولذلك يجب ألا يستمتع بها البعض على حساب البعض الآخر أى أن يقوم أشخاص أو فئة بالاستحواذ عليها من خلال القوة والنفوذ والسلطة فيمارسون التجبر والتسلط والقمع والقهر والتجويع والنهب والسلب وكافة الأفعال الغير شرعية وذلك بالاعتداء على حريات الآخرين.
كما أن المفهوم الكامل لكلمة حرية مشتق من رغبة الفرد فى أن يكون سيد نفسه وليس أداة يتحكم فيها الغير ويفعل بها ما يشاء أى أن الفرد يكون فاعلا وليس من يقع عليه الفعل وأن يقرر بنفسه ما يرغب القيام به متحررًا من أى اكراه أو خضوع وذلك لأن التحرر هو تخليص المواطن من العبودية ويقول بوك: "إن السلطة إذا اعتدت على الحرية الفردية يجب الثورة عليها والمقاومة وذلك لغرض الشرعية" ومن هنا يجب على الحكومات ألا تستغل السلطات التى وضعت تحت أيديها لقمع وقهر الشعوب لأجل ترسيخ وضع سياسى هزلى مريض، وأخيرًا نقول إنه يجب أن يكون هناك حرية رأى واجتماع ونقد وتظاهر وتشكيل جمعيات وأحزاب واصدار صحف ومنع التعرض لأى من هذه الأنشطة وأن تكون الدولة مصدر للحريات وليس قمعها أو منعها وأن يكون القانون جامى للحريات ومبدعها وليس مجدًا لها أو عقبة فى طريقها وأن تكون هناك حرية خلاف ونقد ولا يوجد أحد فوق النقد والمحاسبة لأنه لا يوجد على الأرض أنبياء أو آلهة منزهون عن الخطأ، هذه هى الحية والتى عندما نطالب بها تتهمنا الأنظمة الفاسدة المستبدة بالخروج عن الطوع والشذوذ عن بقية القطيع الذليلة.

الاختلاف

الاختلاف هو المناخ الصحى لأنه فطرة خلقها الله فيها ومنذ البدء كان الاختلاف وبهذا لا يمكن ضبط كافة البشر وجمعهم وتوحيدهم على رأى واحد، وأنت لو نظرت ستجد أنه لا يوجد مجتمع يخلو من التنوع والتعدد فى المذاهب والأحزاب والمواقف والآراء، وأما فرض آراء أو مواقف أو ايديولوجيات بالإكراه على كافة الشعب فيعتبر ذلك استبداد وتعسف وهذا لا يمكن قبوله لأنه إلغاء للإرادة والرأى الأخر.
وأما الديمقراطية فهى عكس ذلك لأنها تقبل الآخر وتعترف به وتقر بمشروعية موقفه، كما أن قبول الاختلاف يعتبر انفتاحًا عقليًا ونفسيًا على معتقدات واتجاهات ومواقف الآخرين والتى قد تختلف كليًا أو جزئيًا مع شروطها ومعطياتها وقيمها وأهدافها، ويجب أن ننتبه إلى أننا فى عصر ساد فيه الانفتاح والتحاور بين الثقافات والتوجهات وبعضها، ونعود فنقول أنه لولا الاختلاف ما كانت السياسة وذلك لأن الاختلاف هو الذى يخلق كثرة التوجهات وتعارض الرغبات وبسبب ذلك انشئت الأحزاب السياسية وكافة المذاهب والتى جميعها تتباين فى الاختلاف فيما بينها وكل فريق يسعى لتأكيد ذاته ويجتهد لإبراز الفروقات التى تميزه عن غيره، هذا هو الاختلاف الصحى والذى يجب أن يلاقى دعم وترحيب.
وأما الاختلاف المرضى فهو اختلاف لتعصب وفرض الرأى بالاجبار وعلى الآخر أن يقيل ولو بالإكراه وأن هذا النوع بين الاختلاف هو الذى يؤدى إلى التزمر والتمرد والتناحر وخلق مجتمعًا مريضًا لأن الإجبار على الطاعة العمياء ما هو إلا التجريد من الحرية والإكراه يعنى الاستعباد لأنه التدخل المتعمد لارغامك على فعل ما تكره أو منعك من تحقيق أهدافك، وأيضًا بالإكراه يتحول الناس إلى قطيع مسلوبى الإرادة ولننتبه أنه كلما ضعفت قوى الخير وتهاونت فى حقوقها من الاختلاف وإبداء الرأى فى ذات اللحظة يتعاظم قوى الشر وتستفحل وأول من تهجم عليهم هم أولئك المتهاونين فى حقوقهم.

أن التاريخ يسير نحو الحرية ..... وليس العبودية

إن حرية الرأى متصلة بحرية إصدار الصحف وكافة المطبوعات وإظهار الرأى والإفصاح عنه بمختلف الطرق والأشكال دون أن تكون هناك قوة مضادة تعمل على قمع ذلك ويكون أول ضحاياها المناضلين والمبدعين المع
أولاً: وقبل كل شىء ما هى الليبرالية؟
الليبرالية: اسمها مشتق من الحرية وهى تعنى مجموعة أفكار وقيم تدور حول الفرد والسلطة وتهدف إلى تحرير الفرد من كل القيود التى تكبله وهى رد فعل لتحكم واستبداد السلطة المطلقة.
كما أنها تقضى على كل امتياز موروث يتعارض مع مبدأ المساواة بين الأفراد.
ويرجع مصطلح الليبرالية إلى حزب سياسى فى أسبانيا سمى بالحزب الليبرالى اعتنق أعضائه المبادىء الدستورية البريطانية التى تهدف إلى تقييد سلطة الحاكم وتكفل حقوق الأفراد وسعوا عام 1810 إلى تطبيق ذلك إلى الحياة السياسة الأسبانية ثم شاع استخدام هذا المصطلح فى أرجاء أوروبا وقصد به فى ذلك الحين أنصار النظام البرلمانى ودعاة حرية الفكر وحرية التجارة وحرية الملكية الخاصة.
ثم أطلق وصف الدولة الليبرالية على أى تنظيم سياسى يتبنى هذه المبادىء.
ثم إن المذهب الليبرالى ثمرة تفاعل عدة عوامل فكرية ومادية أفرزته وقد بزغ فجره منذ عصر النهضة وأخذ فى الانتشار حتى ساد أوروبا ويقوم هذا التيار على الإيمان بالفرد وبقدرته وبأنه كائنًا عاقلا يسخر الطبيعة لخدمة أهدافه وقد صاحب هذا المذهب منذ عصر النهضة بعث فكر وانجازات ضخمة حققها الإنسان من اكتشافات واختراعات وتقدم تقنى رهيب وأيضا بزغت على أثر ذلك فلسفة تنادى بتكثيف الدور الإيجابى للفرد وبأن عقل الانسان هو الذى يصنع نظام الحياة الاجتماعية بأثرها وهو الأساس لقانون الدولة وقد تم استحداث حقوق تناهض السلطات المطلقة وارتفعت شعارات الحرية والمساواة وانزوت المفاهيم القديمة حول الامتيازات الطبقية والسلطة المطلقة للحاكم الفرد وأصبحت السلطة ترفع شعار سيادة الشعب وتعلن أنها تعبر عن إرادته الحرة وأصبحت إرادة الشعب هى الركيزة الشرعية للسلطة ورضاء الشعب شرط لبقاء الحاكم فى مركز الحكم مع حظر تدخل الدولة فى الحياة الاجتماعية وحق الملكية وأصبحت الديمقراطية الليبرالية هى الحامى لحقوق الحرية والمساواة وإشراك الفرد فى حكم المجتمع السياسى وأن كل الأفراد متساوون يحوزون منذ ميلادهم حقوقًا يمنع سلبها مثل الحق فى الحياة وأن يكون الفرد حرًا وان ينشر السعادة بل وأصبح هدف كل جماعة سياسية صون هذه الحقوق ومقاومة الاضطهاد وأصبحت الحرية سلاحًا ضد الاستبداد وتحقيق العدل الاجتماعى والنظام الليبرالى يقوم على الحكم النيابى الذى يعترف بحق الأفراد فى المشاركة فى سن التشريعات والديمقراطية فى ذاتها هى نفى لسلطة السيطرة والمساواة تعنى عدم الانتقاص من حرية الغير واستقلال الإرادات وأن المجتمع لا يقوم على إرادة فرد واحد أو فئة وإنما على إرادة الجميع إنها المساواة فى الحريات وليس التبعية بل مساواة الجميع أمام القانون الذين هم شاركوا فى صنعه ولا توجد أى امتيازات أو مراكز محددة سلفًا، هذا هو المذهب الليبرالى الذى نشأ لأجل تقويض الأوضاع المجحفة وسادت فكرة الدعوة للعقل والمساواة بين الأفراد كما أن المجتمع الجديد آنذاك كان فى حاجة إلى الحرية الاقتصادية والاجتماعية الكاملة وقد عبرت هذه المبادىء التحررية أصدق تعبير عن حاجة المجتمع لتطبيق النظرية الليبرالية وتداول السلطة وتسخيرها للصالح العام ونشأن البرلمانات وهى المقر الذى يلتقى فيه ممثلو القوى الاجتماعية المختلفة وأصبح النواب رقباء على الحكام وأصبحت الديمقراطية البرلمانية فى المجتماعات الغربية انتصارًا ووضع خاتمة لعهد التحكم الشخصى وقيام دولة القانون.

كل عام وانت ديمقراطيا بخير

للشـــــــاعر أحمد مطر
مثال سئ

نحن من أية مله ؟
ظلنا يقتلع الشمس
ودمنا يخترق السيف
لكنا اذله
بعضنا يختصر العالم كله
غير أنا لو تجمعنا بجوار الصفر قله
شعوب عن دماها مستقله
وجيوش بالأعادي مستظله
ودول ليس سوي بئر وتله
واخري أصغر من حفرة نمله
ودول تسقط في البحر
إذا ماحرك الحاكم رجله
ودول دون رئيس
ورئيس دون دوله
مثال سئ لم يعرف العالم مثله
*****
إعلان مبوب
علي رصيف المشكله
دست بلا قصد علي صحيفة مهلهله
رفعتها .. قبلتها .. رأيت إعلانا بها
فيه مايلي :
مناضل سبهلله
يهوي ركوب البحر والمماطله
يمتهن التمثيل والتقبيل وممارسة الأفعال المخجله
ويحسن التطبيل والنضال بالمراسله
لديه شعب صالح وثورة معطله
يرغب في بيعهما بالمبادله
بدول مستعمله
طويت الصحيفه وبصقت علي مافيها من مهزله
بحثت عن اقرب مزبله
وبعد ماسددت أنفي رميتها
وأشفقت علي شعور المذبله
" الذنبــــــــــــ"
يعوي الكلب
إن أوجعه الضرب
فلماذا لايصحوا الشعب
وعلي فمه ينهض كلب
وعلي دمه يقعي كلب
ولماذا ندخل " أبرهه " في كعبتنا
ونؤذن للكعبة "رب"
نحن نفوس يأنف منها العار
ويخجل منها العيب
وتباهي فيها الأمراض
ويمرض فيها الطب
حق علينا السيف
وحق الضرب
لاذنب لنا .. لاذنب لنا
نحن الذنب

**********************************************
للشاعر محمد عبيد
إنتماء

من قبل ولا دتي كان اليك انتمائي
منذ وأنا في بطن أمي
كانت أمي تطعمني كبريائي
لذلك ولدت عربيا صرفا
ولهذا صرت فدائي
ثم عشت في أورقة الكتب سنينا
وكانت الأفكار هي التي تجري ورائي
ومازلت أهعش بؤس الحارات بقلبي
ويتزمل كل ضمير حي إبائي
خمسون عاما والأحزان تكتبني شعرا
مخلف كل صغير ورائي
مقاطع
عندما تنحني
عندما تسجد للطين
تشتهيك أقدام العابرين
*****
ليل عاجز الخطوات
يتعكز علي ظلام
عجبت لشعب يستعذب قمعه
وعين مسلوبة الحق تنام
*****
حكام الوطن العربي
مثل سمك القرش
هل رأيتم رئيسا عربيا
بمحض إرادته ترك العرش
*****
لم صار الفجر بخيل
لم يبل ريق حلق إنتظارنا
ولو بضوء قليل
لم ينتفض منذ زمن من رقدته
ولا نهاره فض بكارة ليل
*****
هو صلب لاينكسر
يشتعل الابداع في روحه ويختمر
طقسه معتدل
والروح في عصر مزدهر
تربة خصبه وأنهار
فما الذي يمنع أن يخلق ويبتكر
*****
يسيل الشارع بالعائدين من العمل
ينسكبواْ في بيوتهم الهزيلة
تستقبلهم نسوتهم بالبسملة والتهليلا
يفتشن الرحله
لايجدن سوي معاطف مرتقه
تعج بالخيبة والإرهاق والمؤنة القليله
يتسائلن عن السر
فالوادي يفيض بالخيرات
والمناخ في أروع فصوله
فيجيبواْ أنه بعد خصم حصة مولانا
تصبح الخيرات جدا قليله
*****
يحاول يظهر أنه أسد
لكنا نعرفه حمامه
يشتهي المغامرة ولا يقدر
دوما يؤثر السلامه
له طقوس عجيبه في مشيته وقعدته
كادت يوم مولده تقوم القيامه
*****
وجهك يشبه وجوه الكلاب
كما أن فيك غدر الذئاب
كل مافيك ينضح قبحا
يامن بالعاهات الأخلاقية مصاب
لئيم وخائن ولص وغادر
نعم فيك الرجاء قد خاب
*****************************************
بالعاميه
للشاعر / محمد عبيد
لو كنت حمار
يبقي حظك نار
جد مش هزار
الفرعون الجبار
حيختارك حيختارك
وزير أو مستشار
باختصار
دي دوله مالهاش غير في الهجس
وقراية الكف والفجان والزار
ممشيه أمورها هبولي
مكدب ؟ طب بص في وشوش الكبار
أهل القرار
الكل إيه ؟ في الهبل شطار
وفي المطاطيه وهز الديل والركوع والإنكسار
ومعتدل مارش ناحية الانحدار
لو كنت حمار
صدقني حظك نار
لانه ممكن في لحظه تبقي رئيس
وانت بالذات
اللي لازم يوقع عليه الإختيار
*******
كلاب مبتبطلش هوهوة
عمالة تعوي عمالة تصرخ في الهوى
بتفتكر ان العوعوة هي الشطارة والفهلوه
كلاب شغلتها هز ديلها
وتنفيذ لأوامر سيدها هوا
ماهي كلاب
وهي الكلاب حاتعلي عن ده مستوي
*******
مش عايزين يطلعلك صوت
عايزين الكلام في حلقك يموت
عايزين خوفك يدبح حروفك
يخلي وقتك كله سكوت
لكن اسمع إياك تركع
ناضل وموت
حاول تعبر .. أيوه حاتقدر
ولو ماقدرتش
حاتدي فرصه لغيرك يفوت

********************************************
موت طاغيه
محمد عبيد
قريب جاي عليك الدور
دور الموت يادكتاتور
عزرائيل خلاص بيجهز أوراقك
واحنا بصراحه مستنيين نسعد بفراقك
ونقول الله لايرحمك بكل سرور
حتموت يعني حتموت
عمرك شوفت اتخلد طاغوت
وحتبص تلاقي نفسك في قبر مهجور
لا حرس ولا ونس ولا هيلمان وقصور
ويبتدي الحساب يابوا الطغيان
وانت بقه دفترك بالمخازي مليان
وهناك بقه أمن دوله تاني
أمن دوله رباني
وشرع ربنا هوا الدستور
وانت عملك اسود ومنيل
وقعدة الحساب حتطول
اشي نهب واشي قتل واشي اعتقالات وفجور
يعني كله مضلم .. سكه بتودي علي جهنم
وحتمزمز بقه يامعلم
في الغدا حايأكلوك ضرب لما تشبع
وفي العشا أزفت وأبشع
وياعيني علي اللي هاتشوفوا في الفطور
وياريت كان فيه هناك تلفزيون يصورك
بس كان يورينا منظرك
وانت عامل زي الفار مذعور
كنا حانسمع ونشوف
وكان حايبقي كله ع المكشوف
واتفرج ياجمهور
وساعتها بقه ورينا شطارنك
استنجد يالا بقه بعصابتك
أيــــــه؟ راح السلطان يامبرور
راحت العنجهيه والكبرياء والغرور
وحتقول لربنا ايه
كنت بابني مستقبلي ومستقبل ابني
وأمه قالتلي الواد ياحزني
عيش بقي واتهني
في أحضان جهنم مذئوم مدحور
وعارف وانت ع النعش يوم ما حايشيعوك
الناس اللي انت كنت قاهرها وهما بيودعوك
تفتكر حايقولوا إيه ..مات كلب مسعور
في ستين داهيه.. وعقبال الباقي لما يغور

الشرعية واللا شرعية

هناك فرق شاسع بين الصعود للسلطه بالطريقه الشرعيه وبين الاستيلاء عليها .
وهناك أيضا فرق شاسع بين من يعرف أن القانون عباره عن قواعد تلزم الحكام والمحكومين بمضمونها وما الأفراد إلا أشخاص يباشرون اختصاصات خصهم بها هذا القانون أي أنهم ليسوا أصحاب سلطات وبين من يضع القانون تحت حذاؤه ويحكم بهواه ومزاجه الشخصي زاعما أنه فوق القانون .
ان الحكومه والحزب الوطني لم يستطيعا بعد أن يتخلصا من روح الإحتكار السياسي فما زالت هذه النخبه تسعي جاهده لاستمرارية دوام السلطه والسلطان واستعباد واستبعاد كل القوي السياسيه الأخري .
أليس الحزب الوطني هو حزب حكومي ممتد منذ الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي فحزب مصر الفتاه ثم الحزب الوطني ؟ اليس هو رجل الحكومه الوحيد والذي لاصلة له بالحزبيه وإنما دوما يتعلق بأزيال الحكم ويسعي لأن تكون الكعكة له وحده .
إنها إحدي الصور الاستبدادية والهزليه من صور الانفراد بالسلطه وقمع الديومقراطيه . إنها أساليب حكم شاذه لاتروج إلا لفكرة الطاعه العمياء التي هي نقسض الحريه وتجعل من الأحزاب أن تظل دائما أحزاب معارضه فقط وياليتها حتي معارضه بالشكل الفعلي والمحترم فالسلطه عندنا لاتعتبر المعارضه جزء من النظام وإنما خارجة عنه . إن الرئيس عندنا واحد أبدي دائما لا يتغير إلا بالموت ومن يأتي بعده لابد أن ياتي من درجه أي وصيه ميراثيه من خزينة سلطانه وأيضا فالحزب واحد والإتجاه واحد وليس أمام الأحزاب الخري خيار إلا أن تكون مجرد نوادي سياسيه بعيده تماما عن أي عمل تعبوي هدفه الجماهير .
إن الديموقراطيه بعيده تمامكا عما نتداوله لأن الديموقراطيه لاترضي إلا بمجتمع الحوار وإستقلالية الإنسان وتداول السلطه وأنه لايوجد شخص مقدس قالكل قابل للنقض والمناقشه والمحاسبه والتغيير . كما أن الديموقاطيه الحقيقيه لاتقوم إلا علي المشاركه الواسعه للجماهير وان تأخذ كافة السلطات موقف الحياد وليس الانحياذ لشق علي حساب الأخرين . كما أن كل فرد من حقه أن يصل لأعلي الدرجات في الدوله دون النظر إلي انه لابد أن ينتمي للحزب الحاكم فالارتقاء يجب أن يكون بالعلم والخبره والإبداع والموهبه وليس إمتيازات تخص فئه دون الأخرين . إن حكوماتنا الفاسده المستبده لاتروج إلا لفكرة الطاعه لولي الأمر ومن أمن بالحزب الحاكم فالجنة مئواه وويل للمارق إنه الخارج عن القانون .
إنهم يريدون أن نكون نعاج تساق إلي مايريدون دون إعتراض إن الحاكم عندنا يأمر وليس يحكم والديوقراطيه عندهم هي ديوقراطية مصالح فئه وليس شعب . إن العقل السليم لايقبل إلا أن يتنفس أفكارا عظيمه تحثه علي النهوض والرقي والابتكار إبداع المواقف المحترمه من هنا يولد عالم متحضر جديد وليس إنتاج أو إستمرار ماهو منتج وما الرقي إلا التقاء إرادات بشريه عملت في مناخ مشبع من الحريه والاستقلاليه والدعم والتشجيع . وأما عندنا فنحن نكره التقدم والرقي والوعي بكل صوره لأن كل ذلك يؤدي إلي خلق واقع متحضر يتناقض مع أهذاف النظم الإستبداديه التي تعرف أنها لاتحيا وتستمر إلا في الظلام . ولتنظر معي ياسيدي فعندنا أجهزة قمع لاحصر لها منها المحاكم العسكريه ومحاكم أمن الدوله وجهاز الأمن السياسي وجهاز الإستخبارات الخاص والأخر العام وجهاز أمن الدوله والأمن المركزي وغيرها الكثير وجميعها أنشئت لقمع غالشعب وهي تتقصي حتي كاتب الشعار علي الجدار لتحاكمه ومن خلالها يتم الإعتقال والإعدام بإسم الشعب والوطن .وهناك فرق بين السلطه والقوه فالسلطه علاقه متبادله ومنظمه بين الشعب والنظام من خلال عقد إجتماعي وأما القوه فهي أداه قهريه متمركزه في يد جماعه أو فئه لدفع البشر للخضوع والطاعة لها وذلك بأساليب فهريه كثيره .
إن كل مثقف أو سياسي محترم يشعر بالغربة هنا لأن الواقع فاسد والمناخ مشبع بالإستبداد والطغيان واستفحال روح الأنانية والجهل والحاله الديكتاتوريه السائده بكل قيمها وأساليبها المنحطه .
إن سلطاتنا أول ماتعادي تعادي كافة مفاهيم حقوق الإنسان وذلك لأنها تتعارض مع مصالحها وقد امتد العداء للغرب لأنه المنتج والمروج لهذه الحقوق واتهامه بأنه لايفعل ذلك إلا لمصلحة وغاية استعماريه وذلك لتبرير العداء ونشره في الأوساط الثقافية والسياسية والشعبية لكي يهمش بل وغرس العملاء في هذه المنظمات والذين يتم تلميعهم وإظهارهم علي انهم أبطال سياسيون فينخدع الغرب فيهم وتضيع محاولات الاصلاح هباء منثورا . إنهم يعادون الغرب ويروجون لذلك ولو نظروا حولهم لوجدوا أن كل ماهم فيه وعليه من حضاره ماهو إلا منتج غربي بل حتي النظريات والمذاهب صناعه غربيه . اليس الديموقراطيه ولجمهورية والليبراليه والحريه والقوميه والمنطق والديالكتيك والعلمانيه والواقعيه والرمزيه والعلوم البحتيه وغيرها من صناعه وتقنيه ووسائل مواصلات وغيرها وغيرها هي منتج غربي
ويقول الجبرتي :
" إنه قبل إحتكاكنا بالغرب كانت مدارسنا مقتصره علي الكتاتيب والتعليم الديني واداة الحرب هي السيف ولا توجد جريده ولا أي أداة حضاره وباحتكاكنا بالغرب إنتقلنا إلي هذه الحياه "
إنها الاذدواجيه والبلبلة الفكريه والنفسيه والسلوكيات المتناقضه فالعالم من حولنا يتطور ويتغير للأفضل ونحن غارقون في مستنقعات الجهل والتزمت والتخلف ونريد الإنغلاق والعوده لعصور الجاهليه وبهذا سنعيش مهملين بينما كافة الإنسانيه المتحضره منطلقه إلي افاق المستقبل الجميل . إن الوعي هو الوحيد الفادر علي التحدي والتصدي والصمود والإستمراريه وتغيير الحال للأفضل وهذا الوعي لايكون إلا من خلال نضال للشرفاء والمثقفين لغرس القيم الجاده والمحترمه العظيمه في النفوس لتعي وتعرف كل مايدور حولها وتفهم حقيقة نفسها والأخرين ومن هنا تسعي المطالبه بالحقوق والتنديد بالظلم الواقع علي الفرد والمجتمع ومن هنا يتغير الحال من حياة العبوديه وتأليه السلطه والسلطان إلي الثفقه في النفس وفرض روح الحريه والاخاء والمساواه بين الجميع .
إن حالة الفقر الشديد وغياب الحرية بكل انواعها وهذا المناخ السياسي والاقتصادي والثقافي الفاسد نقاط هامه لنجاح أي عمل نضالي والكلمه الصادقه والبسيطه المعبره عن الواقع المعاش دوما تحسم الأمور لصالحها والمجتمع عندنا يعج لأصحاب الضمائر الحيه ومنه لديه إحساس بالمسئوليه الوطنيه وبدورنا نقول لهم أين أنتم مما يحدث اننا نريد منكم الكثير لأن كل المسئوليه تقع علي عاتقهم والحقوق لاتمنح ولكن تنتزع .
الأنظمه الشموليه :
هي نظام حكم فيه السياده المطلقه للحاكم الكاريزمي وحده حكرا له وبالتالي لايكون هناك أي فصل للسلطات لأن السلطه كلها متجمعه في يد واحده هي الآمر والناهيه والطاعه واجبه علي الجميع ولو بالاكراه وهنا يخفت أو يتلاشي صوت المعارضه وتصبح كل الامره واحديه فالحاكم أبدي واحد والحزب الحاكم واحد وتحت زعامة ذلك الديكتاتور ويدين أعضاؤه جميعا بالولاء التام والطاعه المطلقه والاخلاص الشديد لقيادة الحزب .
وأما الأيديولوجيه هنا فهي مجموعة قيم وشعارات تمجد الحاكم وحاشيته ولا تخدم إلا مصالحهم . وبما أن هذا الحزب غير ديموقراطي وقمعي وتسلطي فإنه يفرض سلطانه بالإرهاب من خلال البوليس وامن الدوله والمخابرات والخلايا العميله المزروعه بداخل كل حزب وكل نقابه ونادي ثقافي أو سياسي وتحول هذه الخلايا علي عدم خلق رأي عام معارض لنظام الحكم وكشف كل المخططات قبل وقوعها أول بأول ولا تكتفي هيمنة هذا النظام علي تالجانب السياسي فقط وإنما تمتد سطوته علي الإقتصاد والثقافه والمجتمع وفي هذا المناخ المشبع بالقهر والقمع لاينمو إلا كل ماهو طفيلي ووصولي والذي يحارب كل صوت حر محاولا تهميشه حتي لايكون له دور فعال وإيجابي في توعية الجتمع تقتصر كل الامتيازات والقيادات علي ذيول وأتباع ومنافقي هذه الأنظمه .
الأنظمه الفاشيه:
لفظ فاشي مصطلح سياسي نشأ في إيطاليامع حزب موسوليني الذي حكم البلاد 1943:1921م والفاشيه هي نظام مناهض للديموقراطيه قد شاع إستعمال هذا المصطلح حيث وصفت به الكثير من الأنظمه السياسيه المستبده.
والفاشيه مظاهر أهمها أن نظام الدوله يصل إلي مرتبة التقديس وتقتصر السياده فيه علي الصفوه التي ترتفع فوق الصالح العام وهذه الفاشيه تجاهر بمعاداتها للديموقراطيه وترفض مبدأ الاقتراع العام بدعوي أن هذا الحق يمنح فقط لأعضاء النقابات وأعضاء الحزب الفاشي وحتي النقابيون لايمتثلون لهذه العضويه إلا بعد موافقة الحزب الفاشي الحاكم وبهذا تكسب الدوله كل أصوات النقابات . وفي هذا النظام الفاشي تكون السلطه مطلقه في يد الحزب الذي يتدخل في كل شئ أي أن كافة الأمور راجعه إلي يد الدوله ولا يوجد شئ خارج هذا الإطار الفاشي .
والحريه الفرديه في الدوله الفاشيه لاوجود لها علي الإطلاق وإن كان هناك بعض الحريات الفرديه فما هي إلا منحه من الدوله وذلك لخدمتهاغ وليس مواجهتها .
النازيه:
تنسب إلي الزعيم الألماني أدولف هتلر مؤسس الحزب النازي الذي فيه الكثير من خصائص التوجه الشمولي
مع إستئثار الحاكم بسلطان مطلق بدعوي تفرده في القرارارات وتفوقه علي الجميع بما فيهم الصفوه الحاكمه .
وللنازيه خصائص أربعه هي :
1- الفرد لاينظر إليه علي أنه فرد بل عضو في المجتمع وهو بهذا لاتوجد له حريته ولا يمتلك حقوقا وإنما مسخر لتحقيق مصالح الجماعة وحدها أي ليس له لاسلطات ولا مصالح خاصه.
2- الدوله تتدخل في كافة الأنشطه الفرديه وكل غايه لا يكون الهدف منها مصلحة المجتمع تقمع .
3- القائد يستمد سلطانه من ذاته ولا تفرض عليه أي سلطه مفوضه من قبل الشعب وما هو عليه فإنه قد وصل إليه بنبوغه ومواهبه وتفرده الشخصي.
4- القائد فوق القانون ويحق له إلغاؤه أو تعديله حسب مايري وقراراته وأوامره لاتحتمل المراجعه أو النقل ولا يمكن الطعن فيها حتي أمام القضاء .
النسق العقيدي
العقيده هي الأيديولوجيه أو مجموعة المفاهيم والمعايير التي تحكم سلوكيات وأحكام ومواقف شخص أو مذهب او سلطه فعند صياغةأي قرار يقوم صانع القرار بإسقاط عقيدته الذاتيه عليه ومن هنا تحدد الأولويات والأهداف والمواقف.
والأيديولوجيه في اللغه تعني مجموعة مفاهيم عن الحياه والثقافه البشريه إنها نظريه وأهداف متكامله تشكل برنامج سياسي إجتماعي ومن هنا فالأيديولوجيه السياسيه للدوله تعني نسقها الفكري وفلسفتها في الحكم وهي التي تحدد نوع الممارسات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه أي كافة السياسات العامه تستمد شرعيتها منها .
الزعامه السياسيه
الزعيم السياسي هو الذي يلعب دورا في رسم وتوجيه شئون دولته علي الصعيدين الداخلي والخارجي سواء سلبا أو إيجابا وللزعامه أنماط ثلاث هي :-
1- الزعيم التسلطي : هو الذي يخطط وينفذ السياسات منفردا وهو القابض علي كافة مقاليد الحكم والرافض لأي تفويض للنواب أو حتي لمساعديه أو مستشاريه وذلك إما لتشككه في قدرتهم أو خشية إقصائه وهذا النمط من الزعامه يحتكر إصدار القرارات وغير مهتم بمطالب الجماهير يحرص علي البقاء في السلطة إلي أخر عمره منكرا تداول السلطه التي هي أهم مرتكزات الديموقراطيه.
2- الزعيم الديمومقراطي: وهو الذي يستمع إلي مستشاريه ويستنير بأرائهم محب للنصيحه قابل للنقد بصدر رحب يحتكم إلي أكثر الأراء إقناعا وعلما وصوابا مدرك لأهمية تعاون المؤسسات الرسميه وغير الرسميه في صنع القرار وتجده دوما يميل إلي الحلول التوفيقيه مستجيب لرغبات الجماهير محترم للرأي العام الذي جاء به إلي السلطه مؤمن تماما بحتمية تداول السلطه وشرعيتها .
3- الزعيم اللامبالي: وهو الذي يؤمن بشعار دع الأمور تجري كما تشاء مظهر سلبيه كبيره أزاء أعظم الأحداث مبتعد عن تحمل المسئوليه متردد في مواقف الحسم مما ينشر البلبله ويكون له مردود سلبي علي الدوله ككل .
وللزعامه السياسيه المؤثره مؤهلات هي :
أولا : القدره علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبحكمه تمكنه من حل القضايا الشائكه مع اتساع الأفق وشمولية الرؤيه وحسن إختيار الكفاءات المعاونه له .
ثانيا: إكتساب إحترام وتقدير الجماهير وهذا يحدث حين تهتم الزعامه بقضايا الجماهير وإيجاد الحلول المناسبه لمشاكلها.
ثالثا: أن تكون الزعامه مقنعه وقادره علي القياد بإخلاص وحب الوطن والمواطنه وهنا ستشعر الجماهير بصدقها وتؤازر قراراتها .
رابعا: بقدر ماتنجح الزعامه في مخاطبة الجماهير بلغه صادقه نابعه من القلب بقد ماستحوذت علي مشاعرهم .
وخلاصة القول إن الزعامه إذا صحت إرتقت بدولها إلي الأعلي وإذا فسدت دمرت دولها وألقت بها في الحضيض .
المستبد: هو الشخص الذي لايؤمن إلا برأيه معتقد أنه الرأي الوحيد الصحيح والذي يحاول أن يفرضه علي الجميع دون إعطائهم الحق في النقد أو الإعتراض وهذا الشخص يعتبر بأنه صاحب الأمر المطاع واحترام رأيه مرفوض وواجب الإنصياع له وهنا تكبت أي معارضه لأن انتقاد هذا المستبد جرما لايغتفر كما أنه لايري إلا مايمليه عليه عقله ومزاجه الشخصي ولا يسمع إلا صوته فقط فهو الكامل الذي لايخطئ والذي يجب الإمتثال لأوامره دون أدني مناقشه أي ليس لكم إلا ماأراه.
الطاغيه : هو شخص متكبر متجبر مغتصب حقوق يتحكم في إرادة الناس بإرادته وليس بإرادتهم وإن كان حاكم فهو يستهزئ برعيته ويحكم بهواه واضعا القانون تحت حذائه يفسد ويفسق ويجن ويقتل وينتهك حرمات دون مراعاة أدني حقوق للغير عرشه مقام علي برك من دماء رعيته . إنه السلطان الجائر الذي يغتصب الحكم بالمؤامرات والإغتيالات أو الحيره والمكر والدهاء والتأمر ويعرف أنه مكروه ومرفوض ومعتدي ومغتصب لحق الغير ولذلك تجده دوما يسعي لكم أفواه الناس وإراهابهم وفرض عليهم قبول حكمهمه بالاكراه وهو لايعترف لا بقانون ولا دستور إلا قانونه هو فإرادته هي القانون الأسمي وقوله هو القول الحق الواجب إطاعته وأن السماء أرسلته وحاشيته لإنقاذ الوطنن من المخربين والمتأمرين والعملاء .
كما أنه يسخر أموال الدوله لاشباع شهواته وإرضاء رغباته ولا يخضع لمسائله ولا حساب " لايسئل عما يفعل وهم يسئلون

لا للطوارئ

سهم جديد في القلب الوطن سددوه
ماخلاص وش الوطن سودوه
فين ريحتك ياوطن
فين طعمك فين ملامحك
كل شئ جميل أبادوه
وقال ايه تمديد للطوارئ
طواري مين ياهووووه
ده كل عمل اجرامي
انتوا بتصنعوه
والشعب علي السلبيه بتعودوه
ماهوا النجاح بتكرهوه
أي باب فاتح ع النور بتسدوه
والحريه .. الحريه دي بنت كلب
دي من صناعة الغرب
حتعلم الناس
ازاي يكونوا بني ادمين
زي اي شعب
حتجرنا للي انتوا بتكرهوه
يبقي لازم تقضوا عليها
والوطن لزمن الجاهليه ترجعوه
يالا خلوا حياتنا كلها طوارئ
خلوا سلطانكم مشانق مطارق
وكل اللي يهتف بعدم ضميركم
ع السجن ضغري لازم تودوه
خلاص أصبح الفرعون ونخبته أسوأ وجوه
رمز عالمي للفساد
حكايه حقيره للاستبداد
فمبارك عليكم طوارئ .. بنادق .. سجون .. مشانق
فاشكروه علي دي النعمه واحمدوه

الفوضوية

عرفت الفوضاويه في الثلاثين سنه الأخيره من القرن الثالث عشر ولاقت نجاحا ضخما في الأوساط الشعبيه وبعض الحلقات الفكريه في فرنسا واسبانيا وايطاليا وروسيا وامتد انتشارها في الكثير من بلاد أوروبا
الفوضويه : هي مذهب خارج عن المجتمع يرفض كافة القوانين المقيده للحريات وينادي بالاستسلام للوجد الصوفي الكامن في الذات الانسانيه وينادي بالمعاشره الحره المطلقه طالما ان الجسدين يرغبان في ذلك . انه الخروج الدائم علي القوانين حتي وان كانت قوانين اخلاقيه انها فوضاويه اباحيه تبيح كل ماتشتهيه النفس وترغبه وتتمناه وهي تري أن الكون ماهو الا ماده في تطور دائم وحر اي ان الفوضي نزعه كونيه طبيعيه والماده هي المحرك لهذا القانون التطوري الجميل الذكي ونظرا لان الانسان عنصرا من عناصر الكون لذلك يجب عليه حسب طبيعته الكونيه ان يخضع لقانون العصيان أي الفوضي المطلقه ولا يحترم اي قانون . كما ان هذا المذهب يري انه لا ألوهيه علي الاطلاق ولا حاجه حتي الاثبات ان الله موجود او غير موجود ولذلك يجب علي الانسان ان يتمرد ولا يعترف باي تبعيه الا لذاته . كما ان الفوضويين رافضين لكل تشريع وكل سلطه واي تاثير ملي من الخارج بل وحتي الاقتراع الشامل وذلك لان كل تشريع يعمل لصالح اقليه مسيطره وضد مصالح الاغلبيه العضمي المستعبده فالانسان من وجهة نظرهم طيب وذكي وحر ولا يجب الاعتداء علي هذه الحقوق الطبيعيه . وهم ضد اي ملكيه ايا كان نوعها ومالكها سواء كان الله ام الدوله ام الفردلانه من خلال الملكيه تتولد بذور السلطه فهم يكرهون اي اتنظيم تسلطي لانه من وجهة نظرهم ماهو الا تاديب وتطويع الانسان لكي ينصاع للقانون المفروض عليه بل وحتي الديموقراطيه من وجهة نظرهم ماهي الا حكم الأغلبيه وايه اغلبيه انها ليست الاغلبيه الجماهيريه الحقيقيه في عفويتها وحريتها المطلقه وانما حكم اغلبية النواب اي الحكام رجال الحكم والسلطه والذين لايعنيهم الا مصالحهم ومصالح احزابهم ولو علي حساب الجماهير التي انتخبتهم . والفوضويون ايضا يرفضون بنفس القوه الحكومات الثوريه بل وحتي المؤقته منها وذلك لأنها تصنع الدوله وتقيمها باسم الثوره وبهذا يحدث الطغيان والاستبداد وفرض القبول بالاجبار وليس الحريه فكل ثوره تفرض نفسها بفعل سلطوي وبالقوه حتي ولو كانت مؤقته وهذا جر الفوضويين الي ادانة كل الاحزاب السياسيه لانها تعمل لاجل الاستحواذ علي الحكم وعلي حساب غيرها . والعقيده الفوضويه ليست تمجيد الفرد الفوضوي بذاته ولا احتقار كل من هو غير فوضوي وانما الجماهير الشعبيه في عفويتها الغريزيه المتدفقه انها الجماهي ضد الفئات والنخب والتمييز واقتحامها للحياه السياسيه ونشر مبادئها وامانيها لكي يتبناها كل من يري في ذاته انسانا حرا خالصا لايقبل الاملاءات

ساحة الشعر

ساحة الشعر بكلامي هوسعها
وسماها باحلامي هارفعها
تعطر مداها بحروفي
واطرزها بلهيب الشوق اللي طالع من جوفي
دنا عمره ماجف الشعر من علي لساني
بتتهجاني كل ليله حروفه
عارفه الطريق لوجداني
بتسقيني دايما من نبع اسرارها
من ضرع مشوارها
ولساني كمان بيرفض الفطام
ده حتي لو سلم الأجفان ونام
فرشته وغطاه الكلام
وآه يالغه يامهره من غير لجام
قولي علي فين وخدانا
دي مكتوبه خيبتنا علي كل جبين
من السهل تقرانا
قصتنا معروضه علي كل الخلق عريانه
الظاهر ان الاستبداد ورانا ورانا
وكل الدروب اصبحت مليانه انحطاط
بقينا مابنزرعش في نفوسنا غير الاحباط
تهز القلوب مش حيتساقط غير يئس وسكوت
الأول الأمل جوا العيون بيموت
والحلم خلاص مش قادر يفوت
ماخلاص البلد عنكب فيها الضلام
مفيش روح عطشانه لالصلاه أو صيام
الكل عمال يزرع في اوهام
الكل باصص تحت رجليه بدل مايبص لقداد
أصبح لالحلال بين ولا الحرام
ترد السلام علي واحد يقولك بكام
الكل عمال يعض ف بعض
أنانيه عاليه
علي أعز ماليها بتنقض
وعند اي ظالم بتضربله تعظيم سلام
الكل قابل يتباع
الكل متلوث غش وخداع
الكل بيساهم في الضياع
مفيش حد واخد موقف شجاع
وصب من الأحزان واسقينا كاس ورا كاس
مخلاص اتبلد الاحساس
صب من الأحزان لحد ماتسكر أيامنا السودا
الظاهر ان اجيالنا بالطغيان موعوده
وخلي رحايا الهم تطحنا وتدوسنا
يمكن القهر يحرك حاجه في نفوسنا
وأه يابلد ياللي بابك مفتوح ع البحري
ماهوا إنتي كده بتنتحري
بيصرح حالك بعنف فينا
نار قهرك بتكوينا
ونقول ايه
خلي دوعك في عيونك
انها مش هتحرك حاجه فينا
احنا اموات
لابنتعظ ولا بنستفيد من اللي فات
يعني بعيدين كل البعد عن اللي في راسك
فياريتك لاكنتي ولدتينا
ولا عمرنا كنا اهلك وناسك
يعني بالعربي كده
مش في ايدينا خلاصك
مش في ايدينا خلاصك