الأربعاء، ٣٠ مايو ٢٠٠٧

الفوضوية

عرفت الفوضاويه في الثلاثين سنه الأخيره من القرن الثالث عشر ولاقت نجاحا ضخما في الأوساط الشعبيه وبعض الحلقات الفكريه في فرنسا واسبانيا وايطاليا وروسيا وامتد انتشارها في الكثير من بلاد أوروبا
الفوضويه : هي مذهب خارج عن المجتمع يرفض كافة القوانين المقيده للحريات وينادي بالاستسلام للوجد الصوفي الكامن في الذات الانسانيه وينادي بالمعاشره الحره المطلقه طالما ان الجسدين يرغبان في ذلك . انه الخروج الدائم علي القوانين حتي وان كانت قوانين اخلاقيه انها فوضاويه اباحيه تبيح كل ماتشتهيه النفس وترغبه وتتمناه وهي تري أن الكون ماهو الا ماده في تطور دائم وحر اي ان الفوضي نزعه كونيه طبيعيه والماده هي المحرك لهذا القانون التطوري الجميل الذكي ونظرا لان الانسان عنصرا من عناصر الكون لذلك يجب عليه حسب طبيعته الكونيه ان يخضع لقانون العصيان أي الفوضي المطلقه ولا يحترم اي قانون . كما ان هذا المذهب يري انه لا ألوهيه علي الاطلاق ولا حاجه حتي الاثبات ان الله موجود او غير موجود ولذلك يجب علي الانسان ان يتمرد ولا يعترف باي تبعيه الا لذاته . كما ان الفوضويين رافضين لكل تشريع وكل سلطه واي تاثير ملي من الخارج بل وحتي الاقتراع الشامل وذلك لان كل تشريع يعمل لصالح اقليه مسيطره وضد مصالح الاغلبيه العضمي المستعبده فالانسان من وجهة نظرهم طيب وذكي وحر ولا يجب الاعتداء علي هذه الحقوق الطبيعيه . وهم ضد اي ملكيه ايا كان نوعها ومالكها سواء كان الله ام الدوله ام الفردلانه من خلال الملكيه تتولد بذور السلطه فهم يكرهون اي اتنظيم تسلطي لانه من وجهة نظرهم ماهو الا تاديب وتطويع الانسان لكي ينصاع للقانون المفروض عليه بل وحتي الديموقراطيه من وجهة نظرهم ماهي الا حكم الأغلبيه وايه اغلبيه انها ليست الاغلبيه الجماهيريه الحقيقيه في عفويتها وحريتها المطلقه وانما حكم اغلبية النواب اي الحكام رجال الحكم والسلطه والذين لايعنيهم الا مصالحهم ومصالح احزابهم ولو علي حساب الجماهير التي انتخبتهم . والفوضويون ايضا يرفضون بنفس القوه الحكومات الثوريه بل وحتي المؤقته منها وذلك لأنها تصنع الدوله وتقيمها باسم الثوره وبهذا يحدث الطغيان والاستبداد وفرض القبول بالاجبار وليس الحريه فكل ثوره تفرض نفسها بفعل سلطوي وبالقوه حتي ولو كانت مؤقته وهذا جر الفوضويين الي ادانة كل الاحزاب السياسيه لانها تعمل لاجل الاستحواذ علي الحكم وعلي حساب غيرها . والعقيده الفوضويه ليست تمجيد الفرد الفوضوي بذاته ولا احتقار كل من هو غير فوضوي وانما الجماهير الشعبيه في عفويتها الغريزيه المتدفقه انها الجماهي ضد الفئات والنخب والتمييز واقتحامها للحياه السياسيه ونشر مبادئها وامانيها لكي يتبناها كل من يري في ذاته انسانا حرا خالصا لايقبل الاملاءات

ليست هناك تعليقات: