الأربعاء، ٣٠ مايو ٢٠٠٧

الاختلاف

الاختلاف هو المناخ الصحى لأنه فطرة خلقها الله فيها ومنذ البدء كان الاختلاف وبهذا لا يمكن ضبط كافة البشر وجمعهم وتوحيدهم على رأى واحد، وأنت لو نظرت ستجد أنه لا يوجد مجتمع يخلو من التنوع والتعدد فى المذاهب والأحزاب والمواقف والآراء، وأما فرض آراء أو مواقف أو ايديولوجيات بالإكراه على كافة الشعب فيعتبر ذلك استبداد وتعسف وهذا لا يمكن قبوله لأنه إلغاء للإرادة والرأى الأخر.
وأما الديمقراطية فهى عكس ذلك لأنها تقبل الآخر وتعترف به وتقر بمشروعية موقفه، كما أن قبول الاختلاف يعتبر انفتاحًا عقليًا ونفسيًا على معتقدات واتجاهات ومواقف الآخرين والتى قد تختلف كليًا أو جزئيًا مع شروطها ومعطياتها وقيمها وأهدافها، ويجب أن ننتبه إلى أننا فى عصر ساد فيه الانفتاح والتحاور بين الثقافات والتوجهات وبعضها، ونعود فنقول أنه لولا الاختلاف ما كانت السياسة وذلك لأن الاختلاف هو الذى يخلق كثرة التوجهات وتعارض الرغبات وبسبب ذلك انشئت الأحزاب السياسية وكافة المذاهب والتى جميعها تتباين فى الاختلاف فيما بينها وكل فريق يسعى لتأكيد ذاته ويجتهد لإبراز الفروقات التى تميزه عن غيره، هذا هو الاختلاف الصحى والذى يجب أن يلاقى دعم وترحيب.
وأما الاختلاف المرضى فهو اختلاف لتعصب وفرض الرأى بالاجبار وعلى الآخر أن يقيل ولو بالإكراه وأن هذا النوع بين الاختلاف هو الذى يؤدى إلى التزمر والتمرد والتناحر وخلق مجتمعًا مريضًا لأن الإجبار على الطاعة العمياء ما هو إلا التجريد من الحرية والإكراه يعنى الاستعباد لأنه التدخل المتعمد لارغامك على فعل ما تكره أو منعك من تحقيق أهدافك، وأيضًا بالإكراه يتحول الناس إلى قطيع مسلوبى الإرادة ولننتبه أنه كلما ضعفت قوى الخير وتهاونت فى حقوقها من الاختلاف وإبداء الرأى فى ذات اللحظة يتعاظم قوى الشر وتستفحل وأول من تهجم عليهم هم أولئك المتهاونين فى حقوقهم.

ليست هناك تعليقات: