الثلاثاء، ١٩ يونيو ٢٠٠٧

الحرية

جائت الحرية نتيجة تطور العلاقات الاجتماعية والذي دعم تطورها هو بروز مجموعة مفكرين في الغرب اعلنوا ان الانسان يولد حرا وما انكار حريته إلا إنكرا لادميته وتعالوا معا نستعرض بعض الحريات ونقيضها فالحرية هي مصدر السعادة والرضا والثقة بالنفس كما ان الاجبار على الطاعة هو تجريد الانسان من حريته وآفاق الحرية ممتد وشاسع ولكن مجال التحرك والعمل يقابله تدخل فوقي يمنع او يحدد مجال العمل اي وضع حدود وشروط لما يجب ان نقوم به ..ولهذا كثيرا ما نقول اننا احرار وقادرون على فعل ما نريد وهناك من يتدخل لأن يحد من حريتنا او احيانا نمتنع نحن من داخلنا خشية عرف او تقاليد او قانون او غيره من المعوقات الاجتماعية ونرضخ لهذا النداء ونحد من حريتنا بأيدينا .. ان الاكراه ليس سوى الاستعباد لانه تدخل متعمد من قبل الآخر لأرغامنا على فعل ما نكره او منعنا من اهداف نتمنى تحقيقها ان ابشع انواع الظلم هو حرماننا مما يجب ان نحصل عليه والذي هو ممنوع قانونيا وان نقف عاجزين عن فعل شيء بسبب القمع او القهر وان نكون ضحية اكراه واستعباد اي ان نمنع من تحقيق هدف ونحن مؤهلين له ذهنيا وجشمانيا في هذه الحالة نكون حقا مسلوبي الحرية .. هل تعرف صديقي القاريء ما هو الاضطهاد ؟ أقول لك : الاضهاد هو ان يقوم آخرون بالتدخل بشكل مباشر او غير مباشر لاحباط رغباتك .. اننا هنا لانطالب بحرية فوضوية مطلقة وانما تلك الحرية المقننة المحرومين منها نعرف جيدا ان حريتنا يجب الاتتجاوز حرية الاخرين ونعرف انه لو اطلق للحرية العنان ستحدث فوضى اجتماعية بسبب تعارض الرغبات وسيسلب القوي الضعيف بدافع الحرية الشخصية وتتحول الاوطان الى غابة يفترس فيها القوي الضعيف ويكون البقاء للاقوى ومن هنا لابد من التنازل عن بعض الحرية لاجل الحرية بشرط ان تعبر السلطة عن غايات ورغبات شعبها دون التفريق بين غني او فقير بين صاحب سلطة او شخص عادي وان يكون الدستور نابع من ضمير الشعب وليس ضمير حاكم يمكر لكي يستمر سلطانه فيفصل دستورا على مزاجه وهواه اي ان يكون الدستور عادلا لايظلم احدا ولا ينحاز في صف احدا يكون نابعا من ضمير البلد بكامله ويعامل الكل سواسية ..
ان الحرية هي هدف وغاية الناس جميعا ولذلك يجب الا يستمتع بها البعض على حساب البعض الاخر اي ان يعامل الجميع الجميع بما يرتضوه لانفسهم ان العدالة تستلزم ان يكون من حق كل فرد جزء من الحرية وان يمنع ولو بالقوة كل من يريدوا تجريده منها والقانون يمنع اي صدامات الغرض منها تجريد فرد او افراد من حريتهم كما ان وظيفة الدولة حماية الحرية وليس قمعها .. ان الدعاية المنظمة لتوجيه المجتمع نحو التدجين وقبول القمع والقهر والاستسلام للجبروت السلطوي يؤدي الى سحق ذات الفرد والنيل من اهدافه ورغباته او ازلاله ماهو الا خيانة الوطن والمواطن وهنا اطرح عليك سؤالا صديقي القاريء هل سألت نفسك يوما الى اي مدى تتدخل الدولة في شئونك ؟ .. ان مفهوم الحرية الايجابي لايعني التحرر من وانما التحرر الى نمط حياة متحرر ومتحضر وكلمة الحرية مشتقة من ان الفرد سيد نفسه وليس اداة في يد الغير يحركوها كيفما يشاؤا وقتما شاؤا اي ان يكون الفرد فاعلا وليس مفعولا به وان يقرر بنفسه ما ينوي القيام به وليس الذي يملى عليه وان يختار ما يناسبه ويتحما\ل بكل شجاعة مسؤلية اختياره وان يكون قادرا على تجاوز اي عقبات ولا تستعبده عادة ولا يختلف ظاهره عن باطنه ولا يكون عبدا لاحد سواء سلطة او اهواء او غرائز وان يكون له رأي صريح فيما يدور حوله ولا يبرر خطئه وانما يعترف به وان يكون على درجة من الثقافة والعلم لان الجهل آفة لايؤمن شرها كما ان العمى الفكري يجعل صاحبه يتخبط ويقع في عثرات لايقوم منها والجهل دائما يؤدي الى الخضوع والاستسلام وعدم التفريق بين الخطأ والصواب . والذات الجاهلة شهوانية سهل قيادتها لانه ليس لديها خبرة وتجارب ووعي بما يدور فطبيعتها الواعية مطموسة لاتلاحظ ولا تجرب ولا تختاروانما تسير مع القطيع دون قرار يحكمها العرف العام تقبل التدخل في شئونها ليس لها طموح ولا هدف تفكر بعواطفها ورغباتها وليس بعقلها لا تؤثر في الغير وانما الغير هو الذي بؤثر فيها ولذلك يسهل التلاعب بها واخيرا نف\قول ان للاستقلالية قوة تحقق المعجزات والتبعية لاتؤدي الا للمزيد من الخضوع والاستسلام للغير وقبول شروطه والخضوع بدوره لايؤدي الاان يحول الانسان الى دمية في يد الغير واخيرا اقول لك "ان اخطر حالات التبعية هي تبعية العواطف فإستعبادها لك يحيد بك دوما عن هدفك فاحذر ذلك ولا تكن الاذاتك وشخصيتك المستقلة التي تفرض احترامها من خلال مواقفها على الجميع

ليست هناك تعليقات: