الأحد، ١ يوليو ٢٠٠٧

قراءة في العقد الاجتماعي لروسو

الف روسو كتابه الرائع " العقد الاجتماعي " وكتب في بدايته : ان الانسان يولد حرا والكتاب في مجمله رائع حيث انه يتناول مشكلة السلطة والتي يقول عنها روسو انها عقد بين الشعب والسلطة وعلى الحكومة ان تحترم هذا العقد وتلتزم به ولا تخرج عن دائرة حماية الشعب وتنظيم علاقاته وإدارة اموره في حدود الشرعية وإن اخلت بذلك حق للمجتمع فسخ العقد اي الاطاحة بهذه السلطة واختيار اخرى والعقد الاجتماعي عقد منظوم بارادة الجماهير ووعيها وتماسكها وقوتها في مواجهة السلطة بحيث لو ارادت السلطة ان تستبد يلقى بهذا العقد في نحرها ويتم الاطاحة بها وتأتي اخرى من خلال انتخابات وترشيح حر ونزيه هذا عقدهم واما نحن لدينا ايضا عقد انه العقد الفريد لابن عبدربه وهو منظوم ايضا ولكن من اللهو والتسلية والعبث والتخدير والتغييب ولذلك شتان بين عقد روسو وعقد ابن عبد ربه والفرق يوضح ان هناك شعوب متخلفة راضية بالذل مستسلمة حياتها كلها سلبية وسكون وشعوب ثائرة قوية متحضرة رافضة لاي تبعية إلا تبعية ذاتها .
لقد كان الهدف من العقد الاجتماعي هو المزيد من الحريات وقد تحقق ذلك اذ انه اصبح هناك المزيد ثم المزيد من الحريات السياسية والمدنية وفي كل يوم يجد الجديد ولقد تجاوزوا الحل النظري الى التطبيق فكافة دساتير اوروبا تتضمن كافة الحريات ومن هنا تم هزيمة الرجعية وانطلق التاريخ نحو الرقي والتقدم والرفاهية وكسب الانسان حرياته المتنوعة والتي اصبحت جزءا من سخصيته مثل حرية الحركة وحرية التملك وحرية التصرف وكافة الحريات السياسية مثل حرية القول والاجتماع والانتماء الى جماعة سيساسية والمطالبة بالحق والتنديد بالظلم من خلال مظاهرات او إضرابات وطبعا هذا غير الذي يحدث عندنا من هزليات لاتتعدى وقفات باهتة محاطة بالامن وممنوع عليها ان تحتك بالناس ما يحدث عندنا لاعلاقة له بالمظاهرات فالمظاهرة تتحرك وتسير في الشوارع متجهة من مكان لاخر رافعة شعاراتها تهتف بعلو صوتها لاتقمع ولا تسحق ولايهتك فيها اعراض نساء لا لسبب إلا انهم يعبرون عن مواقفهم. عندنا ياسيدي السطلة تكره الحريات وتكره الديمقراطية والمطالبين بها لاتطيق كل ذلك فهذ لايؤدي الا لتداول سلطة وهم ينوون الاستمرار على الكراسي الى الابد سلطاتنا لاتقتدي الا بالحجاج الثقفي والذي يرفعون قوله شعارا " اني ارى رؤسا اينعت وحان قطافها " ويقول الحجاج ايضا : والله لو امرت الناس ان يخرجوا من باب واحد في المسجد وخرج احدهم من الباب الذي يليه لقطعت رأسه .. كل بلد عندنا على رأسها حجاج .. بالغباء مصاب وبالحماقة والهياج .. يرى في المطالبة بالحقوق اعوجاج ..آه يازمن الخراتيت والبقر والنعاج .. هذا حالنا مقارنةبمجتمعات اصبح فيها لكل فرد الحق مستقلا لا احد يتدخل في شئونه هو سيد نفسه هناك ياسادة تحرر الانسان من استبداد الحكومات لانه تحرر من خوفه اولا طلع واجه تكلم بعلو صوته انتزع كامل حقوقه وحرياته واخيرا يا سادة الحرية هي اهم الاهداف الانسانية دوما تجدها المقدمة لخلق حياة جديدة والمقدرة على ان تقول الحق بدون خوف إنها الابداع الخارج من عبائة التمرد وتطويع الظروف لتكون ملائمة لتشكيل مادة المستقبل

ليست هناك تعليقات: